؟ وقال الإمام الرازي معلقا على هذا الحديث الموضوع : واعلم أن مثل هذا لا يمكن نسبته إلى موسى - عليه السلام -، فإن من جوز النوم على الله أو كان شاكا في جوازه كان كافرا، فكيف يجوز نسبة هذا إلى موسى ؟ بل إن صحت الرواية فالواجب نسبة هذا السؤال إلى جهال قومه (١) ٠٠٠٠٠٠
نعم لا يعقل أن يخطر ببال نبي الله موسى هذا السؤال الذي لا يصدر إلا عن الجهال ولم يصح في هذا الشأن حديث مرفوع ولا موقوف ولعل هذا السؤال صدر عن جهال بني إسرائيل فتناقلوه حتى تسرب إلى بعض كتب التفسير عن طريق الرواة الذين عرفوا بالأخذ عن الإسرائيليات دون تثبت وتمحيص، ولقد بينا ضعف الأسانيد التي وردت إلينا هذه الروايات عن طريقها مما يدل على ضعف تلك الروايات سندا ومتنا ويؤيد ردَّنا لها شكلا ومضمونا...
؟ ومن الدخيل الوارد في بعض كتب التفسير أيضا ما ورد في تفسير الكرسي عن مقاتل قال : كل قائمة من الكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام ٠ ملك على صورة سيد البشر آدم - عليه السلام - وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة ٠ وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عُبِدَ العجل ٠ وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة ٠ وملك على صورة سيد الطير وهو النسر ويسأل للطير الرزق من السنة إلى السنة (٢).
(٢) ٢-معالم التنزيل للبغوي ١/٢٣٩ وروح البيان للبروسوي ١/٤٠٤ وحاشية الجمل ٢/٢٠٨ والسراج المنير ١/١٦٨ وحاشية الصاوي ١/٣١٤