تعدد أسباب النزول: فمن المعروف مثلاً أن بعض الآيات قد يُنقل أكثر من سبب نزول فيها، وإن هذا التعدد والاختلاف يُحمل على أن كل سبب يمثل فرداً من أفراد الحكم العام للآية، ومثال ذلك سبب نزول آية اللعان " والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه من الصادقين" إلى قوله تعالى :"إن كان من الصادقين"(١)، فقد ورد بطريق صحيح عند البخاري أن الآية نزلت في هلال بن أمية حين قذف امرأته، وفي طريق صحيحة أخرى عنده أيضاً أنها نزلت في عويمر العجلاني(٢)، فهذا الاختلاف الظاهري ليس اختلافاً حقيقياً وإنما هو من قبيل التمثيل للعام ببعض أفراده، قال ابن تيمية:" وإذا عرف هذا فقول أحدهم : نزلت في كذا، لا ينافي قول الآخر : نزلت في كذا، إذا كان اللفظ يتناولهما.(٣)
ومرة أخرى نقول إن هذا الاختلاف في حقيقته ليس اختلاف تعارض وتضاد وإنما هو من نوع اختلاف التنوع والتعدد أيضاً.
الصنف الثالث: أمورٌ متعلقة باللفظ نفسه، مما يؤدي إلى تنازع أو تعدد الأقوال في كشف معناه. وهذا الصنف تندرج تحته عدة أنواع بحسب ما يتعلق باللفظ، ومن ذلك ما يلي:
(٢) مناهل العرفان – الزرقاني – ١١٥-١١٦/١
(٣) مجموع الفتاوى – ابن تيمية - ١٨٢/١٣