، وإن العجب لا ينقضي من هؤلاء كما ذكر ابن تيمية رحمه الله:" فإنهم فسروا القرآن بأنواع لا يقضي العالم منها عجبه، فتفسير الرافضة كقولهم :" تبت يدا أبي لهب وتب"(١) هما أبو بكر وعمر،... وأعجب من ذلك قول بعضهم :"والتين" أبو بكر، "والزيتون" عمر، "وطور سينين" عثمان، "وهذا البلد الأمين"(٢) علي، وأمثال هذه الخرافات التي تتضمن تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال"(٣).
والخلاصة في هذا الصنف أن من أعظم أسبابه المعتقدات والبدع الباطلة التي حملت أصحابها على تحريف الكلم عن مواضعه ونسبة معانٍ غير مرادة لله عز وجل إلى كلامه وتسمية ذلك تفسيراً، وإن الحقيقة البارزة في كل صاحب هوى أن هواه يهوي به في أودية الجهل والتيه فتسوغ له الافتئات على كلام الله تعالى عافانا الله من ذلك.
الصنف الثاني : تفسير القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده المتكلم بالعربية من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل وعليه والمخاطب به(٤) :

(١) سورة المسد - ١
(٢) الآيات من سورة التين – ١-٣
(٣) مجموع الفتاوى – ١٩٢-١٩٣/١٣
(٤) مجموع الفتاوى – ١٩١/١٣


الصفحة التالية
Icon