( أبو الفضائل الإيرانى يعيب تفاسير أهل السُّنَّة )
ولم يكن فى وجوههم قطرة من الحياء تمنعهم من التنديد بتفاسير علماء أهل السُنَّة وتحقيرها، فهذا داعيتهم أبو الفضائل الإيرانى، نجده فى رسالة أرسلها لصديق له، يعيب على تفاسير أهل السُنَّة فيقول: "... ولقد يدهش الإنسان ويتحير يا حبيبى من تعليمهم الباطلة، وتفاسيرهم المضحكة، فإن أحباءنا الأمريكيين الذين تشرَّفوا بالوفود على الأرض المقدسة فى هذه الأيام الأخيرة، قابلناهم فى بيروت، وسافرنا معهم إلى الأرض الفيحاء مدينة حيفا، أخبرونا بما يتحير منه الأريب، ويدهش منه اللبيب، كيف تقدمت كلمة الله فى تلك الأقطار البعيدة الشاسعة مع هذه التفاسير الباطلة الضائعة، من النفوس الجاهلة الخادعة... أليس ذلك من عظيم قدرة الله وشديد قوته؟ وسطوع آياته وظهور بيِّناته".
يعيب أبو الفضائل تفسير أهل السُنَّة، لأنه يرى فى زعمه أنه وأهل نِحْلته خير مَن يفهم القرآن، ويعلم ما فيه من أسرار ورموز، ويرى أنه ومَن شاكله هم الراسخون فى العلم، الذين يقفون على عجائب القرآن التى لا يدل عليها إلا باطنه، أما ما يعنى به مفسرو أهل السُنَّة من الظواهر فليس فى زعمه من المعانى التى يرمى إليها القرآن، وفى هذا يقول ما نصه: "... لو كان معانى آيات القرآن ما هو ظاهر يعرفه كل مَن يعرف اللغة العربةي، ويتلذذ منه كل مَن له إلمام بالعلوم الأدبية، كيف يتم هذا القول - يريد قول رسول الله ﷺ فى شأن القرآن: "إنه لا تنقضى عجائبه" - وكيف يصدق قول الله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾.
* * *


الصفحة التالية
Icon