* وقال عن قوله تعالى: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَاذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ﴾... الآية: "إنه عزير النبى عليه السلام وهو من الحدود الداعين فى دور موسى عليه السلام كان قد نظر إلى دعوة خمل أمرها ومات ذكرها وامتحن أهلها وحدهم محنة شديدة فقال فى نفسه: ما أظن أن يرجع إلى هؤلاء بعد هذا الانقطاع عن الخير بلا مادة ولا تأبيد يحيون به، فأراد الله إظهار قدرته فى نفسه فأنساه مراتب الحدود التسعة والتسعين الذين هم أسماء الله الحسنى ومرتبة إمام عصره الذى هو المسمى، ثم بعثه: يعنى مباحثة حدة له عن ذلك فلم يعرف منها غير حده الذى هو كاليوم منها ونفسه التى هى كبعض اليوم بقوله: ﴿كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ فلم يعترف إلا عن ذلك فأعلمه حده بما نسى من تلك الأسماء بقوله: ﴿بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ يعنى يتغير، وهو أنه أمره أن ينظر فيما معه من علم الظاهر الذى هو كالطعام، وعلم الباطن الذى هو كالشراب ليقوم له منه برهان مراتب تلك الحدود، وقوله: ﴿وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ﴾ إشارة فى هذا الموضع إلى حده الذى يحمل عنه ثقل الطلبة كما يحمل الحمار ثقل راكبه ويريح عليه من تعب المسير، والحمار المذموم هو من علماء المخالفين، والحمار المحمود وهو من علماء الحق ولذلك ما صار فى اليهود يتباركون بحافر حمار عزير لما سمعوا لما من التشريف فلزموا المثل وتركوا الممثول".
* وقال عن قول النبى صلى الله عليه وسلم: "لخلوف فم الصائم أحب إلى الله من رائحة المسك": "إن الصائم مثل الكاتم لدينه وعمله عمن لا يستحقه، والخلوف هو ما يطلع على الإنسان من بخار المعدة ولتعطلها عن الطعام، فأشار بذلك إلى ما يكون عند الحود من الصمت عن الكلام فيما لم يؤذن لهم به ولم يحضر أهله وإن كان مكروهاً لعدم الفائدة كما تكره رائحة الخلوف لتغير ريحه، فإن ذلك الإمساك أحب إلى الله تعالى من إبدائه إلى غير أهله وفى غير وقته، وشبهه لديه تعالى برائحة المسك الذى هو أطيب المشمومات لفضل الكتمان عنده".
* وقال عن قوله تعالى: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ﴾: "إن الله تعالى قدَّر دور الستر على مدة معلومة وجعل حساب الخلائق وثوابهم وعقابهم عند انقضاء تلك المدة وفراغها، فأعلمهم تعالى فى هذه الآية أن ما وعدهم به من الثواب وأوعدهم به من العقاب يكون عند فراغها، فذلك معنى قوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ فنسب فراغ المدة إليه إذ هى عن أمره تعالى، وإلا فلا يُنسب إليه اشتغال ولا فراغ على الحقيقة".
* وقال: "إنّ أبواب الجنة الثمانية هم الأئمة السبعة والقائم، على ذكره السلام. وأبواب النار السبعة هم أضداد الأئمة السبعة، والقائم لا ضدله لقهره الأضداد عند قيامه".
* وقال عن قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَائِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾: "وهم الذين قال فيهم مولانا الصادق صلوات الله عليه: "والله ما يبدل الله السيئات حسنات إلا لشيعتنا".
* وقال فى قصة آدم وإبليس: "إنّ آدم عليه السلام لما أقيم فى أول دور الستر نُهِىَ عن كشف الحقائق وهى التى بها النجاة، وهى بالحقيقة شجرة الخلد والمُلْك الذى لا يبلى، لكون معرفتها مع الأعمال الصالحة مروثة لعارفها الخلد فى دار النعيم والمُلْك الذى لا يبلى، ولما تأخر الحارث عن السجود لآدم ورأى ما وقع من التعظيم لآدم ورفع منزلته، فاحتال فى مكيدته فجاءه على وجه النصح وأقسم له على ذلك وقال: إن أردت صلاح من صرف أمره إليك فهم لا يصلحون إلا بإبداء الحقائق، فانخدع عليه السلام وظن أن أحداً لا يحلف بالله كاذباً، فأظهر شيئاً من ذلك فأنكره ما تحت يده واضطرب على أمره، وكان فى ذلك ترك وصية ربه، فسائر قصته المعروفة".
* وقال عن تأويل ليلة القدر إلى قوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾... إلى آخر السورة: "إن ليلة القدر مثل على مولاتنا فاطمة عليها السلام، لأن الليالى مثل على الحجج وهى حجة مولانا..... وقال الله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾: يريد أن فضلها زائد على فضل ألف حجة ممن تقدمها، لأن الشهور أيضاً أمثال الحجج، وقوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾: يعنى بالملائكة والروح الأئمة من ذريتهما الذين من جملتهم القائم المكنَّى عنه بالروح، وأنهم صلوات الله عليهم من ذُرِّيتهما ونسلهما إلى طلوع الفجر بقيام قائمهم صلوات الله عليهم أجمعين عند انقضاء دور الستر وابتداء دور الكشف الذى هو ممثول الفجر".