* وقال عن قوله تعالى: ﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾: "الجواب ما قال الله تعالى فى صفة الأئمة صلوات الله عليهم وقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾، وذلك أن الله تعالى أطلعهم بمادته وتأييده لهم على نيات الخلق وما تخفيه صدورهم، فما يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا وعندهم - صلوات الله عليهم - علمه مما أخذوه عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، كما جاء فى الرواية عن مولانا الصادق - صلوات الله عليه - أنه قال يوماً لبعضهم ما كان البارحة عاملاً فى دار فلان، فاستحى الرجل من كلامه صلوات الله عليه، فقال بعض مَن حضره: أوَ تعلم ما يفعل يا بن رسول الله؟ فقال: ما كان الله تعالى ليجعلنا شهداء على خلقه ويحجب عنا شيئاً من أمورهم، استحيوا منا فى السر كما تستحيون منا فى العلانية، فهم صلوات الله عليهم الرقباء والشهداء على الخلق".
* وقال عن قوله تعالى فى شأن آدم: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾: "الخطاب من إمام ذلك الوقت عليه السلام للملائكة الذين هم الحدود المالكون أمر الدعوة، يقول: فإذا أقمتُ آدم ونفختُ فيه من روحى، يعنى أمددته بما يقدر على القيام فيمن دونه، فإذا أقمتُ آدم ونفختُ فيه من روحى، يعنى أمددته بما يقدر على القيام فيمن دونه، فقعوا له ساجدين، أى أطيعوا له واستمعوا وسلِّموا لأمره ولا تعترضوا، فأطاعوا وسلَّموا إلا إبليس وهو شخص ممن كان قد أقيم لإفادة غيره فإنه تكبَّر وأبى عن السجود وعارض آدم عليه السلام، وكانت القضية فى ذلك كمثل ما كان رسول الله فى إقامة وصيه صلوات الله عليهما يوم غدير خم وطاعة مَن أطاعه كسلمان وأبى ذر والمقداد وعمار ومَن تبعهم رضى الله عنهم، وعصيان مَن عصى كالأضداد الثلاثة وتابعيهم، وهذا جار فى جميع الأدوار".
* وقال عن علىّ: "كيف كان يقتل عن يمينه وشماله وخلفه وقدامه وهو شخص واحد؟ فإذا كانت معجزة فكيف بيان هذه المعجزة؟.. الجواب: أن هذه منه صلوات الله عليه من جملة المعجزات التى تقدّم ذكرها التى لا يقدر عليها إلا الرسول والوصى والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، وفى ضمن كل واحد منهم صلوات الله عليهم من الصور ما لا يحصيه العدد، كل صورة منها قادرة على التشخيص على الانفراد أى وقت شاءت، وقد جاءت الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أنه قال: لما كان فى يوم "أُحُد" واشتد القتال، خرجتُ من عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وهو واقف ووصيه معه فى بعض المواضع، فلما وصلت العكسر رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وعلياً عليه السلام يحملان فى عسكر المشركين فيلقيان الميمنة على الميسرة، والميسرة على الميمنة، ثم عدتُ إلى حيث عهدتهما فوجدتهما قاعدين ما تغير منهما شىء، فهذه الرواية تؤكد ما تقدّم ذكره من التشخيص بما شاءوا - أى وقت شاءوا - صلوات الله عليهم".
* وقال عن قوله تعالى: ﴿ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً﴾... الآية: "إنّ المراد بالنفس الواحدة ههنا الناطق صلوات الله عليه، ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، يعنى الوصى عليه السلام المزاوج له فى الدين، ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً﴾، يعنى حدوداً مقيدين بمنزلة الرجال ومستفيدن بمنزلة النساء، قال النبى صلى الله عليه وعلى آله: "أنا وأنت يا علىّ أبَوَا المؤمنين".
* وقال فى قوله: ﴿يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ﴾: "السلطان هو قائم القيامة الذى يقدر به على خرق الأفلاك بوجيز من القول".
* قال: "لما سئل عن الأنبياء، والأئمة والمحن التى وقعت عليهم، بم استحقوا المحنة؟ وما عدل الله سبحانه وكيف هذا القِصاص؟... الجواب: أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرّة، ولا عنده حيف ولا محاباة لأحد، قال سبحانه: ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾، ولما كان الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم مجامع لمن دونهم، وكان منهم مَن له ذنب صغير وكبير، كانت المكافأة بالمحن والقتل وغيره على قدر ذنوب مَن فى ضمنهم بما يوجبه العدل وتقتضيه الحكمة، وما يظلم ربك أحداً".


الصفحة التالية
Icon