( ٦- ترجمة مؤلف "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" )
"الفاضل العريف، والباذل جهده فى سبيل التكليف، أبو الحسن العاملى، ثم الأصفهانى، ابن المولى محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن على بن معتوق ابن عبد الحميد العاملى، وقد كان من أعاظم فقهائنا المتأخرين، وأفاخم نبلائنا المتبحرين، سكن ديار العجم طوالاً من السنين، وهاجر إلى النجف.. وكان ميلاده ببلدة أصفهان لما أن والده المولى محمد طاهر كان قاطناً بها برهة من الزمان، وناكحاً فيها والدته المرضية العلوية التى هى أخت سيدنا الأمير محمد صالح بن عبد الواسع الحسنيى... كما أن تعبيره عن نسب نفسه فى أواخر ما وجدناه من أرقامه المباركة: بأبى الحسين العالمى الأصفهانى الشريف دليل على ذلك أيضاً وعلى أن البلدة المزبورة هى ميلاده المنيف".
ثم ذكر مشايخ إجازته وهم:
١- العلامة الثقة الثبت: ملا محمد بن باقر بن محمد تقى المجلس، وتاريخ إجازته له: ثالث ربيع الأول سنة ١١٠٧ هـ.
٢- الشيخ محمد حسين بن الحسن بن إبراهيم بن علىّ بن عبد العالى الميسى، وتاريخ إجازته له: شهر صفر سنة ١١٠٠ هـ.
٣- الأمير محمد صالح بن عبد الواسع بن محمد صالح الحسينى (المتوفى سنة ١١١٦ هـ)، وتاريخ إجازته له: سنة ١١٠٧ هـ.
٤- الشيخ عبد الواحد بن محمد بن أحمد البورانى، وتاريخ إجازته له: ١٥ شوال سنة ١١٠٣ هـ.
٥- الشيخ قاسم بن محمد الكاظمى نزيل النجف (المتوفى سنة ١١٠٠ هـ).
٦- الحاج محمود بن علىّ الميبدى (الميمندى) المشهدى، وتاريخ إجازته له: المحرّم سنة ١١٠٧ هـ.
٧- محمد بن المرتضى المدعو بملا محسن الكاشى صاحب الوافى والصافى والشافى.
٨- السيد البارع المحدِّث نعمت الله بن عبد الله الموسوى التسترى الجزائرى.
٩- المولى المحقق صاحب التصانيف آقا حسين الخوانسارى.
... قال: "إلا أن غالب رواياته الموجودة فى الأجازات المنتمية إلينا مقصورة على شيخه الأفعم الأقدم محمد باقر بن محمد تقى المجلس رضوان الله عليه.
ثم ذكر تلاميذه وهم:
١- الشيخ أحمد بن إسماعيل بن الشيخ عبد النبى بن سعيد الجزائرى النجفى (المتوفى بعد سنة ١١٤٩هـ) بقليل، وهو صاحب آيات الأحكام.
٢- السيد السعيد نصر الله بن الحسين بن على الحسينى الفائزى الحايرى الشهيد فى حدود سنة ١١٦٨هـ.
٣- الشيخ محمد مهدى بن بهاء الدين محمد الملقب بالصالح الأفتونى العاملى الغروى ابن عم المولى أبى الحسن صاحب الترجمة.
... ثم نقل صحب المقجمة "محمود بن جعفر الموسوى" عن العلامة النورى فى الفيض القدسى نبذة عن أبى الحسن العاملى (المترجم له) ما ملخصه:
"العالِم العامل الفاضل الكامل المدقق العلامة أفقه المحدِّثين، وأكل الربانيين الشريف العدل المولى أبو الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى ابن علىّ بن معتوق بن عبد الحميد الفتونى النباطى العاملى الأصفهانى الغروى... وهذا الشيخ جليل القدر عظيم الشأن، أفضل أهل عصره فيما أعلم، وهو مؤلف "مرآة الأنوار" ألى أواسط سورة البقرة يقرب مقدماته من عشرين ألف بيت لا يوجد مثله، وكتاب "ضياء العالمين فى الإمامة" يزيد عن ستين ألف بيت أجمع وأجل ما كُتِب فى هذا الفن، وغيرهما مما جمع بعضه فى اللؤلؤة... توفى فى أواخر عشر الأربعين بعد المائة والألف (١١٣٨هـ)، وكان له ولد عالِم فاضل محقق متتبع فى غاية الذكاء وحسن الإدراك، متوسع فى العقليات والشرعيات اسمه المولى أبو طالب، كما صرّح به السيد عبد الله سبط الجزائرى فى إجازته" أ هـ.
.... ثم ذكر مؤلفاته فقال ما ملخصه:
"وله من المصنفات المشهورة التى عثرنا عليها: كتاب لطيف طريف جعله فى خصوص الأصوليين.. وسماه:

الفوائد الغروية لكونه من بركات زمن مجاورته بأرض الغريين وعندنا الجزء المتأخر الذى هو فى أصول الفقه منه بخط مؤلفه المبرور.
وله أيضاً رسالة غرّاء مبسوطة فى مسألة الرضاع. وكتاب كبير فى التفسير على النحو الذى ورد فى متون الأخبار سماه "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار"، لم يخرج منه سوى مجلدين: المجلد الأول يحوى مقدمات التفسير وعموم العلوم المتعلقة بالقرآن المجيد، وجاء فى المجلد الثانى تفسير سورة الفاتحة وما يقارب النصف من تفسير سورة البقرة".


الصفحة التالية
Icon