والباب السابع: أن القرآن له ظهر وبطن، وعام وخاص، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، والنبى ﷺ وأهل بيته يعلمون ذلك وهم الراسخون في العلم، وروى فيه عن أبى جابر قال: سألتُ أبا جعفر عن شىء فى تفسير القرآن فأجابنى، ثم سألته ثانية فأجابنى بجواب آخر، فقلت: جُعِلتُ فداك، كنتَ أجبتَ فى هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم، فقال لى: يا جابر، إن للقرآن بطناً، وللبطن بطناً وظهراً، وللظهر ظهراً، يا جابر، وليس شىء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها فى شىء وأوسطها فى شىء، وآخرها فى شىء، وهو كلام متصل ينصرف على وجوه".
"وروى فيه أيضاً عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم، قال: فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأُذنَ للإمام أن يفتى على سبعة وجوه، ثم قال: ﴿هَاذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
والباب الثامن: فيما نزل عليه القرآن من الأقسام. وروى فيه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "أُنزِل القرآن أثلاثاً، ثلث فينا وفى عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام".
والباب التاسع: فى أن القرآن نزل بـ "إياك أعنى واسمعى يا جارة". وروى فيه عن أبى عبد الله قال: نزل القرآن بـ: "إياك أعنى واسمعى يا جارة"، ثم قال الكلينى: وفى رواية أخرى أن أبى عبد الله عليه السلام، معناه: ما عاتب الله عَزّ وجَلَّ به نبيه ﷺ فهو يعنى به ما قد مضى فى القرآن مثل قوله: ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً﴾.
والباب العاشر: فيما عنى به الأئمة فى القرآن، وروى فيه عن أبى جعفر قال: "إذا سمعتض الله ذكر أحداً من هذه الأمة بخير فهم نحن، وإذا سمعتَ الله ذكر قوماً بسوء ممن مضى فهم عدوناً".
"وروى عن أبى عبد الله قال: لو قرئ القرآن كما أُنزِل لألفيتنا فيه مسمين".
"وعن أبى جعفر قال: لولا أنْ زِيدَ فى كتبا الله ونقص منه ما خفى حقنا على ذى الحجى، ولو قد قام قائمنا فنطق صدّقه القرآن".
"وروى عن داود بن فرقد قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: أنتم الصلاة فى كتاب الله عزَّ وجَلَّ، وأنتم الزكاة، وأنتم الحج؟ فقال: يا داود، نحن الصلاة فى كتاب الله عزَّ وجَلَّ، ونحن الزكاة، ونحن الصيام، ونحن الحج، ونحن الشهر الحرام، ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة الله، ونحن قِبْلة الله، ونحن وجه الله، ونحن الآيات، ونحن البيِّنات، وعدونا فى كتاب الله الفحشاء والمنكر والبغى والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير، يا داود! إنَّ الله خلقنا وأكرم خلقنا، وفضَّلنا، وجعلنا أمناءه وحفظته وخُزَّانه على ما فى السموات وما فى الأرض، وجعل لنا أضداداً وأعداء، فسمانا فى كتابه وكنَّى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليها تكنية عن العدو، وسمى أضدادنا وأعداءنا فى كتابه، وكنّى عن أسمائهم، وضرب لهم الأمثال فى كتابه فى أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين".
والباب الحادى عشر: فى معنى الباب العاشر.
والباب الثانى عشر: فى معنى الثَقَلين والخليفتين من طريق المخالفين.
والباب الثالث عشر: فى العِلّة التى من أجلها أنّ القرآن باللسان العربى، وأن المعجز فى نظمه، ولِمَ صار جديداً على مر الأزمان.
والباب الرابع عشر: فى أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود.
والباب الخامس عشر: فى أول سورة نزلت وآخر سورة.
والباب السادس عشر: فى ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب، وعدَّ ما يزيد عن ستين كتاباً منها ما هو فى التفسير كتفسير الحسن العسكرى، والطوسى، والبطرسى، والزمخشرى، ومنها ما هو فى الحديث كالكافى، ومَن لا يحضره الفقيه، والاستبصار، ومنها ما هو فى المناقب، ومنها ما هو فى الزهد والمواعظ.
ثم ذكر أنّ فى القرآن ناسخاً ومنسوخاً، ومحكماً ومتشابهاً، وعاماً وخاصاً... إلخ، وذكر أمثلة لكل ذلك، كما ذكر أنّ فى القرآن ما هو على خلاف ما أنزل الله وضرب مثلاً لذلك قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، قال أبو عبد الله لقارئ هذه الآية: خير أُمَّة يقتلون أمير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين ابنى علىّ عليهم السلام؟ فقيل له: وكيف أنزلت يا بن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت: "كنتم خير أئمة أخرجت للناس" ألا ترى مدح الله لهم فى آخر الآية: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.