والباب الثالث: فى فضل القرآن، وساق فيه رواية عن علىّ عليه السلام أنه قال: "والذى بعث محمداً ﷺ بالحق، وأكرم أهل بيته، ما من شىء تطلبونه من حرز: من حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق إلا وهو فى القرآن، فمَم أراد ذلك فليسألنى عنه". ثم ذكر أن رجالاً سألوا علياً عما يؤمِّنهم من الغرق والحرق وغير ذلك فكان عليه السلام يعلم كل واحد من القرآن ما يدفع عنه هذا المكروه، فى روايات متعددة.
والباب الرابع: فى أنَّ حديث أهل البيت صعب مستصعب، وساق روايات متعددة فى هذا المعنى، منها: "عن أبى جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ حديث آل محمد ﷺ صعب متصعب لا يؤمن به إلا مَلَك مُقرَّب، أو نبى مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، فما ورد عليكم من حديث آل محمد ﷺ فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه، وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردُّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالِم من آل محمد، وإنما الهالك أن يحدِّث أحدكم بشىء منه لا يحتمله فيقول: واللهِ ما كان هذا، واللهِ ما كان هذا، والإنكار هو الكفر".
والباب الخامس: فى وجوب التسليم لأهل البيت فيما جاء عنهم عليهم السلام وساق روايات كثيرة... منها؟
"عن أبى سفيان بن السمط قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، يأتينا الرجل من قِبَلكم يُعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يقول لك أنِّى قلت الليل إنه نهار والنهار إنه ليل؟ قلت: لا، قال: "فإن قاللك هذا أنِّى قلته فلا تُكّذب به فإنك إنما تُكذِّبنى".
"وروى عن علىّ بن سويد السائى. عن أبى الحسن الأول عليه السلام أنه كتب إليه فى رسالته: ولا تقل لما يبلغك عنا أو يُنسب إلينا هذا باطل وإن كنتَ تعرف خلافه، فإنك لا تدرى لِمَ قلناه وعلى أى وجه وضعناه".
"وروى عن كامل التمار عن أبى جعفر قال: كنت عنده فهو يحدِّثنى إذ نكس رأسه إلى الأرض فقال: قد أفلح المسلِّمون، إن المسلمين هم النجباء، يا كامل: الناس كلهم بهائم إلا قليلاً من المؤمنين، والمؤمن غريب".
ثم قال المؤلف:
"ثم اعلم أيها الأخ فى الدين، والطالب للحق المستبين، والراغب فى علوم أهل اليقين محمد وآله والأئمة الراشدين والأمناء والمعصومين حُجَّة الله على الخلق أجمعين، وأفضل الأوّلين والآخرين، فقد اشتمل الكتاب على كثير من الروايات عنهم عليهم السلام فى تفسير كتاب الله العزيز، وانطوى على الجم الغفير من فضلهم وما نزل فيهم عليهم السلام واحتوى على كثير من علوم الأحكام والآداب، وقصص الأنبياء وغير ذلك مما لا يحتويه كتاب، إنَّ فى ذلك لعبرة لأولى الألباب، فليس لأحد أن يعمل بتفسير المخالفين بعد إظهار الحق وزهوق الباطل، والالتماس من الإخوان الناظرين فى هذا الكتاب إن صح عندهم ما هو أصح من الأصول التى أخذت منها هذا الكتاب فليصلحوا ما تبيَّن فيه من الخلل، لأن بعض الكتب التى أخذت منها هذا الكتاب كتفسير علىّ بن إبراهيم وكان يحضرنى فيه نسخ عديدة، والعياشى وكان يحضرنى منه نسختان من أول القرآن إلى آخر سورة الكهف، فأصلحتُ وصحَّحتُ بحسب الإمكان من ذلك، والله سبحانه هو الموفق".
ثم ذكر اصطلاحاته ورموزه إلى مَن نقل عنهم، ثم ذكر أن كتابه هذا بمنى على كتب المشايخ الثلاثة: الشيخ محمد بن يعقوب، والشيخ محمد بن علىّ ابن الحسين بن بابويه، والشيخ محمد بن الحسن الطوسى، ثم ذكر طريقه إليهم.
وفى آخر الكتاب ما نصه:
"وكان الفراغ من تسويد هذا الكتاب المبارك المسمى بـ "البرهان فى تفسير القرآن" على يد مؤلفه الفهَّامة العلاَّمة بحر العلوم الكامل العالِم السيد هاشم ابن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد بعد الجواد الحسينى البحرانى لخزانة مؤلفه (هكذا) وفَّقه الله تعالى لتأليف مثله بحق محمد وآله - باليوم الثالث من شهر ذى الحجة الحرام سنة الخامسة والتسعين بعد الألف من الهجرة المحمدية على مهاجرها وآله الصلاة والسلام".


الصفحة التالية
Icon