( الكتاب فى جملته تفسير بالرواية عن آل البيت )
من سورة الفاتحة
"روى عن ابى عبد الله فى قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، قال: الطريق هو معرفة أمير المؤمنين، ومعرفة الإمام".
- "وفى رواية أخرى عنه قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته، والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ فِي؟ أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ وهو أمير المؤمنين عليه السلام فى أم الكتاب فى قوله: ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
- "وعن أبى عبد الله فى قوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ﴾، قال: المغضوب عليهم الغُصَّاب، والضالينَ الشُكَّاك الذين لا يعرفون الإمام".
* *
سورة البقرة
"عن أبى عبد الله عليه السلام فى قوله تعالى: ﴿ال؟م؟ * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾، قال: الكتاب علىّ لا شك فيه، ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾، قال: فيه تبيان لشيعتنا".
- "وعنه فى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ قال: مَن آمن بقيام القائم عليه السلام أنه حق".
- "وفى رواية عن الصادق: أنَّ الغيب هو الحُجَّة الغائب، وذلك فى قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للَّهِ فَانْتَظِرُو؟اْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ﴾.
- "وعند قوله تعالى: ﴿﴾، وروى عن الإمام العسكرى قال: قال رسول الله ﷺ "أيكم وقى بنفسه نفس رجل مؤمن البارحة"؟ فقال علىّ عليه السلام: أنا هو يا رسول الله، وقيتُ بنفسى نفس ثابت بن قيس ابن شماس الأنصارى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حدِّث بالقصة إخوانك المؤمنين ولا تكشف عن اسم المنافقين الكائدين لنا فقد كفاكم الله شرهم وأخّرهم للتوبة لعلهم يتذكروا أو يخشوا".
فقال علىّ عليه السلام: إننى بيَّنا أسير فى بنى فلان بظاهر المدينة وبين يدىّ بعيداً منى ثابت بن قيس، إذ بلغ بئراً عارية قديمة بعيدة القعر، وهناك رجل من المنافقين فدفعه ليرميه فى البئر فتماسك ثابت بى، ثم عاد فدفعه والرجل لا يشعر بى حتى وصلتُ إليه وقد اندفع ثابت فى البئر، فكرهتُ أن أشتغل بطلب المنافقين خوفاً على ثابت فوقعتُ فى البئر لعلِّى آخذه، فنظرتُ فإذا أنا قد سبقته إلى قرار البئر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وكيف لا تسبه وأنت أرزن منه، ولو لم يكن من رزانتك إلا ما فى جوفك من علم الأوّلين والآخرين الذى أودع الله رسوله لكان من حقك أن تكون أرزن من كل شىء، فكيف كان حالك وحال ثابت"؟
قال: يا رسول الله، فصرتُ إلى البئر واستقررت قائماً وكان ذلك أسهل علىّ وأخف على رجلى من خطاى التى كنت أخطوها رويداً رويداً، ثم جاء ثابت فانحدر فوقع على يدى وقد بسطتها إليه، وخشيتُ أن يضرنى سقوطه علىّ أو يضره، فما كان إلا كطاقة ريحان تناولتها بيدى، ثم نظرتُ فإذا ذلك المنافق ومعه آخران على شفير البئر وهو يقول لهما: أردنا واحداً فصارا اثنين، فجاءوا بصخرة فيها مائة "مَنْ" فأرسلوها فخشيت أن تصيب ثابتاً فاحتضنته وجعلت رأسه إلى صدرى وانحنيتُ عليه فوقعت الصخرة على مؤخر رأسى فما كانت إلا كترويحة بمروحة تروحتُ بها فى حَمَّارة القيظ، ثم جاءوا بصخرة أخرى فيها قدر ثلاثمائة "مَنْ" فأرسلوها علينا وانحنيتُ على ثابت فأصابت مؤخر رأسى فكان كماء صُبَّ على رأسى وبدنى فى يوم شديد الحر، ثم جاءوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة "مَنْ" يديرونها على الأرض لا يمكنهم أن يقلبوها فأرسلوها علينا فانحنيتُ على ثابت ثأصابت مؤخر رأسى وظهرى فكانت كثوب ناعم صببته على بدنى ولبسته فنعمتُ به، فسمعتهم يقولون: لو أنَّ لابن أبى طالب وابن قيس مائة ألف روح ما نجت منها واحدة من بلاء هذه الصخور، ثم انصرفوا فدفع الله عنا شرهم، فأذن الله لشفير البئر فانحط، ولقرار البئر فارتفع، فاستوى القرار والشفير بعد بالأرض فخطونا وخرجنا.