الحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً.
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، الذى أرسله ربه شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
وبعد...
تمهيد
فعقب استشهاد المرحوم الدكتور محمد حسين الذهبى فى يوليو من عام ١٩٧٧، عثرت أسرته بين أوراقه على كراستين كتبهما فضيلته بخطه، عبارة عن نُقُول أعدّها فى الفترة من (١٩٦٠ - ١٩٦٣) أثناء عمله أستاذاً بكلية الشريعة ببغداد.
ويبدو أنه - رحمه الله - كان يمهد بهذه النُقُول للتعليق عليها لتكون إضافة جديدة إلى بحثه الشامل عن "التفسير والمفسرون" عند الشيعة الإثنى عشرية والإسماعيلية - ولكن قضاء الله سبق فلم يتيسر له ذلك، وبقيت النقول على حالتها كما كتبها دون إضافة أو تعليق.
ولما كانت هذه النُقُول مما ينطبق عليه وصف فضيلته من أنها "تحتوى على اتجاهات منحرفة فى التأويل، فالكثير منها مملوء بخرافات وأباطيل لا يقرها عل ولا شرع، وكم فيها من لفظ قرآنى حُرِّف عن مدلوله الحقيقى، إلى مدلولات لا وجود لها إلى فى عقول أصحابها".
لهذا رأينا نشر هذه النُقُول كما كتبها فضيلته، لما لها من قيمة كبيرة فى موضوع التفسير والمفسرين، وذلك بعد نقل صورة قلمية للشيعة - كما خطتها يراعة ابن حزم الظاهرى (المتوفى عام ٤٥٦ هـ)، والشهرستانى (المتوفى عام ٥٤٨هـ) - لتكون كمقدمة تاريخية تضع أمام القارئ صورة واضحة المعالم للشيعة منذ قيامها حتى عصرنا الحالى، مروراً بالفِرَق التى نشأت عنها - مع التعليق على مواضع منها حيث يجب التعليق.
يلى ذلك نبذة عن الشيعة وموقفها من تفسير القرآن الكريم - خاصة الإمامية الإثنا عشرية والإسماعيلية - مما كتبه الدكتور محمد حسين الذهبى فى الجزء الثانى من "التفسير والمفسرون" كتمهيد بين يدى البحث.
وحين نشأت الحاجة إلى التعليق على بعض هذه النقول، رأينا أن يكون التعليق من نفس كلام فضيلته - ما أمكن - ليكون البحث كله مستلهماً من فكره، ما دمنا لا نملك الإضافة إليه من عند أنفسنا، ولهذا استعنا بنفس الجزء من "التفسير والمفسرون".
وقد خرّجنا الآيات القرآنية التى وردت فى هذه النقول بعد ضبطها وتصحيح الأخطاء التى وردت فى الكثير منها.
* *
أما بالنسبة للنُقُول - موضوع البحث - فقد كتبها فضيلته باللم الرصاص فى كراستين.
الأولى منهما تتكون من ٢٩ صفحة - وبالصفحة ٢٠ سطراً، ومرقمة من ١ إلى ٢٩ - وبأعلى الصحفة الأولى عبارة "سنة ١٩٦٠".. ثم:
"كتاب: "أساس التأويل"، طبع منشورات دار الثقافة ببيروت، تأليف الداعى الإسماعيلى النعمان بن حيون التميمى دار الثقافة ببيروت، تأليف الداعى الإسماعيلى النعمان بن حيون التميمى المغربى قاضى قضاة الدولة الفاطمية المتوفى سننة ٣٦٣هـ".
- وتنتهى الكتابة فى صفحة ٣ فى وسط الصفحة بعبارة:
"وقال: ومهما يكن من أمر...".
ثم عبارة: "يُرجع إلى كتاب "أساس التأويل"، وكتاب "الرياض" ليكمل البحث". وبقية الصفحة خالية من الكتابة.
- وفى أول صفحة ٤ كتب فضيلته:
"أربعة كتب إسماعيلية منقولة عن النسخة الخطية هـ ٧٥. المحفوظة فى مكتبة أمبروسبانة - ميلانر، عنى بتصحيحها الدكتور شتروطمان للمجمع العلمى - غوتينغن.
"الرسالة الأولى: مسائل مجموعة من الحقائق العالمية والدقائق والأسرار السامية، لمؤلف مجهول.
"الرسالة الثانية: رسالة الإيضاح والتبيين فى كيفية تسلسل ولادتى الجسم والدين، لعلى بن محمد بن الوليد.
"الرسالة الثالثة: رسالة تحفة المرتاد وغُصة الأضداد، لعلىّ بن محمد ابن الوليد.
"الرسالة الرابعة: رسالة الاسم الأعظم، لمؤلف مجهول، طبعت بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة ١٢٨١هـ".
- وفى نهاية صفحة ١٥ كتب فضيلته:
"نُقُول من رسالة تحفة المرتاد وغُصة الأضداد.. قال: لا شىء".
- وفى صفحة ١٦:
"نُقُول من كتاب: "مزاج التسنيم"، تأليف ضياء الدين إسماعيل ابن هبة الله بن إبراهيم الإسماعيلى السليمانى، عنى بتصحيحه الدكتور شتروطمان للمجمع العلمى غوتينغن، عن النسخة الخطية هـ ٧٦ المحفوظة فى مكتبة امبروسيانة - ميلانو".
وقد عنى فضيلة الدكتور الشيخ الذهبى - رحمه الله - فى هذه الصفحة بفك رموز الكتابة السرية الموجودة بالكتاب - كما نقلها فى ص ٢٩ فى نهاية النصوص.. وفى آخر صفحة ٢٩ عبارة "بغداد ٦/٥/١٩٦٢" ثم الإمضاء.
* أما الكراسة الثانية فهى مكوّنة من ٦٢ صفحة - وبالصفحة ٢٠ سطراً - ومرقمة من (١ - ٦٠)، ويوجد تكرار فى الترقيم عند ص ٣١، ص ٥٠ - وقد كتبها فضيلته أيضاً بالقلم الرصاص.
- وجاء فى الصفحة الأولى منها:
"نُقُول عن كتاب "الكافى" لأبى جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكلينى الرازى (المتوفى سنة ٣٢٨/٣٢٩هـ)، طبع إيران سنة ١٣٨١هـ، الناشر مكتبة الصدوق".
- وبصفحة ٢٤ عبارة "انتهى النقل من "الكافى" - إمضاء - كلية الشريعة - بغداد ٢٤/١/١٩٦٣".