( البيانية )
أتباع بيان بن سمعان النهدى، قالوا بانتقال الإمامة من أبى هاشم إليه، وهم من الغلاة القائلين بألوهية أمير المؤمنين علىّ (كرَّم الله وجهه) قال: حَلَّ فى علىّ جزء إلَهى واتحد بجسده، فبه كان يعلم الغيب إذا أخبر عن الملاحم وصح الخبر، وبه كان يحارب الكفار وله النُصرة والظفر، وبه قلع باب خيبر.
وعن هذا قال: "والله ما خلعتُ باب خيبر بقوة جسدانية ولا بحركة غذائية، ولكن قلعته بقوة ملكوتية بنور ربها مضيئة". فالقوة الملكوتية فى نفسه كالمصباح فى المشكاة، والنور الإِلَهى كالنور فى المصباح. قال: وربما يظهر علىّ فى بعض الأزمان.
وقال فى تفسير قوله تعالى: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ﴾: أراد به علياً فهو الذى يأتى فى ظلل، والرعد صوته، والبرق تبسمه!!
ثم ادّعى "بيان" أنه قد انتقل إليه الجزء الإلهى بنوع من التناسخ، ولذلك استحق أن يكون إماماً وخليفة، وذلك الجزء هو الذى استحق به آدم سجود الملائكة.
وزعم أنّ معبوده على صورة إنسان، عضواً فعضواً، وجزءاً فجزءاً، وقال: بهلك كله إلا وجهه لقوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ﴾!!
ومع هذا الخزى الفاحش، كتب إلى محمد بن علىّ بن الحسين الباقر ودعاه إلى نفسه، وفى كتابه: "أسلم تسلم وترتقى من سلم، فإنك لا تدرى حيث يجعل الله النبوة"، فأمر الباقر أن يأكل رسوله "عمر بن أبى عفيف" - قرطاسه الذى جاء به، فأكله فمات فى الحال.. وقد اجتمعت طائفة على بيان ابن سمعان ودانوا بمذهبه، فقتله خالد بن عبد الله القسرى على ذلك.


الصفحة التالية
Icon