( الرزامية )
أتباع رزام، ساقوا الإمامة من علىّ إلى ابنه محمد ثم إلى ابنه أبى هاشم ثم منه إلى علىّ بن عبد الله بن عباس بالوصية، وهؤلاء ظهروا بخراسان فى أيام أبى مسلم، حتى قيل إنَّ أبا مسلم كان على هذا المذهب لأنهم ساقوا الإمامة إلى أبى مسلم فقالوا: له حظ فى الإمامة، وادّعوا حلول روح الإله فيه، ولهذا أيَّده على بنى أمية حتى قتلهم عن بكرة أبيهم.
وقالوا بتناسخ الأرواح، وللمقنِّع الذى ادّعى الإلهية لنفسه مخاريق أخرجها، كان فى الأول على هذا المذهب وتابعه ميضة ما وراء النهر، وهؤلاء صنعة من الخرمية دانوا بترك الفرائض، وقالوا: الدين معرفة الإمام فقط.
ومنهم مَن قال: الدين أمران: معرفة الإمام، وأداء الأمانة، ومَن حصل له الأمران فقد وصل إلى حال الكمال وارتفع عنه التكليف!!
ومن هؤلاء مَن ساق الإمامة إلى محمد بن عبد الله بن عباس، من أبى هاشم ابن محمد ابن الحنفية وصية إليه لا من طريق آخر.
وكان أبو مسلم - صاحب الدولة - على مذهب الكيسانية فى الأول واقتبس من دعاتهم العلوم التى اتخصوا بها، وأحس منهم أن العلوم مستودعة فيهم، وكان يطلب المستقر فيه فأنفذ إلى الصادق جعفر بن محمد: "إنى قد أظهرتُ الكلمة ودعوة الناس عن موالاة بنى أمية إلى موالاة أهل البيت، فإن رغبتّ فلا مزيد عليك"، فكتب إليه الصادق: "ما أنت من رجالى، ولا الزمان زمانى". فحاد إلى أبى العباس ابن محمد وقلّده الخلافة، وكذلك كتب إليه أبو مسلم فأحرق كتابه.
* * *


الصفحة التالية
Icon