( الكاملية )
أصحاب أبى كامل، أكفر جميع الصحابة بتركها بيعة علىّ (كرَّم الله وجهه) وطعن فى علىّ أيضاً بتركه طلب حقه ومل يعذره فى القعود. قال: وكان عليه أن يخرج ويُظهر الحق، على أنه غلا فى حقه وكان يقول: الإمامة نور يتناسخ من شخص إلى شخص، وذلك النور فى شخص يكون نبوة، وفى شخص يكون إمامة، وربما تتناسخ الإمامة فتصير نبوة... وقال بتناسخ الأرواح وقت الموت.
والغلاة على أصنافها كلهم متفقون على التناسخ والحلول، ولقد كان التناسخ مقالة لفرقة فى كل أمة تلقوها من المجوس والمزدكية والهند البرهمية ومن الفلاسفة والصابئة، ومذهبهم أنَّ الله تعالى قائم بكل مكان، ناطق بكل لسان، ظاهر بشخص من أشخاص البَشر، وذلك معنى الحلول. وقد يكون الحلول بجزء وقد يكون بكل، أما الحلول بالكل فهو كظهور ملك بشخص أو كشيطان بحيوان.
ومراتب التناسخ أربعة: النسخ، والمسخ، والفسخ، والرسخ.
وأعلى المراتب مرتبة الملكية أو النبوة، وأسفل المراتب الشيطانية والجنيِّة... وهذا أبو كامل كان يقول بالتنساخ ظاهراً من غير تفصيل مذهبهم.