ومن قولهم لعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعن الحسن و الحسين ابنى علىّ رضى الله عنهم وسبهم بأقذع السب وقذفهم بكل لبيِّة، والقطع بأنها وابنيها - رضى الله عنهم ولعنَ مبغضيهم - شياطين تصوَّروا فى صورة الإنسان، وقولهم فى عبد الرحمن بن ملجم المرادى قاتل علىّ رضى الله عنه: على علىّ لعنة الله ورضى الله عن ابن ملجم - فيقول هؤلاء: إنّ عبد الرحمن بن ملجم المرادى أفضل أهل الأرض وأكرمهم فى الآخرة، لأنه خلَّص روح اللاهوت مما كان يتشبث فيه من ظلمة الجسد وكدره.
فاعجبوا لهذا الجنون، واسألوا الله العافية من بلاء الدنيا والآخرة، فهى بيده لا بيد أحد سواه، جعل الله حظنا منها الأوفى.
واعلموا أنَّ كل من كفر هذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمى إلى الإسلام، فإنما عنصرهم الشيعة والصوفية، فإنَّ من الصوفية مَن يقول: إنَّ مَن عرف الله تعالى سقطت عنه الشرائع، وزاد بعضهم: واتصل بالله تعالى!!
وبلغنا أنَّ بنيسابور اليوم فى عصرنا هذا رجلاً يكنى أبا سعيد أبا الخير - هكذا معاً - من الصوفية، مرة يلبس الصوف ومرة يلبس الحرير المحرَّم على الرجال، ومرة يصلى فى اليوم ألف ركعة ومرة لا يصلى لا فريضة ولا نافلة، وهذا كفر محض، ونعوذ بالله من الضلال".
* * *
وبعد... يقول الله تعالى: ﴿وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
ويقول سبحانه: ﴿وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُو؟اْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
ويقول جَلَّ شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذالِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾.
ويقول جَلَّ وعلا: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي؟ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾.
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا فى جحر ضب لاتبعتوهم" قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فَمن"؟.
وعن عوف بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة فى الجنة وسبعون فى النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون فى النار، وواحدة فى الجنة.. والذى نفسى بيده، لتفترقنّ أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة فى الجنة واثنتان وسبعون فى النار"، قيل: يا رسول الله مَن تراهم؟ قال: "الجماعة".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسُنَّتى وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار".
وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "إنَّ الحلالَ بيّن والحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس.. فمَن أتقى الشبهات استبرأ لدينه وعِرضه، ومَن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام، كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإنَّ لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإنَّ فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب".
صدق الله العظيم... وصدق رسوله الكريم.
فاللَّهم ربنا: أصلح فساد قلوبنا، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وجنبنا يا رب الشبهات، واحفظ قلوبنا من الزيغ والضلال، واهدنا إلى صراطك المستقيم. * * *


الصفحة التالية
Icon