( الإمامية الإثنا عشرية - أشهر تعاليمهم )
أما الإمامية الإثنا عشرية، فيرون أنّ الإمامة بعد جعفر الصادق انتقلت إلى ابنه موسى الكاظم، ثم إلى ابنه علىّ الرضا، ثم إلى ابنه محمد الجواد، ثم المنتظر وهو الإمام الثانى عشر، ويزعمون أنه دخل سرداباً فى دار أبيه بـ "سر مَن رأى" ولم يعد بعد، وأنه سيخرج فى آخر الزمان، ليملأ الدنيا عدلاً وأمناً، كما مُلِئَت ظلماً وخوفاً.
وهؤلاء قد جاوزوا الحد فى تقديسهم للأئمة، فزعموا أنّ الإمام له صلة روحية بالله كصلة الأنبياء. وقالوا: إنَّ الإيمان بالإمام جزء من الإيمان بالله، وأنَّ مَن مات غير معتقد بالإمام فهو ميت على الكفر، وغير ذلك من اعتقاداتهم الباطلة فى الأئمة.
* *
* أشهر تعاليم الإمامية الإثنى عشرية:
وأشهر تعاليم الإمامية الإثنى عشرية أمور أربعة: العصمة، والمهدية، والرجعة، والتقيَّة.
أما العصمة: فيقصدون منها أن الأئمة معصومون من الصغائر والكبائر فى كل حياتهم، ولا يجوز عليهم شىء من الخطأ والنسيان.
وأما المهدية: فيقصدون منها الإمام المُنتظر الذى يخرج فى آخر الزمان فيملأ الأرض أمناً وعدلاً، بعد أن مُلِئَت جوراً وخوفاً. وأول من قال بهذا هو كيسان مولى علىّ بن أبى طالب فى محمد ابن الحنفية، ثم تسرّبت إلى طوائف الإمامية، فكان لكل منها مهدى منتظر.
وأما الرجعة: فهى عقيدة لازمة لفكرة المهدية، ومعناها: أنه بعد ظهور المهدى المُنتظر، يرجع النبى ﷺ إلى الدنيا، ويرجع علىّ، والحسن، والحسين، بل وكل الأئمة، يرجع النبى ﷺ إلى الدنيا، ويرجع علىّ، والحسن، والحسين، بل وكل الأئمة، كما يرجع خصومهم، كأبى بكر وعمر، فيقتص لهؤلاء الأئمة من خصومهم، ثم يموتون جميعاً، ثم يحيون يوم القيامة.
وأما التقية: فمعناها المداراة والمصانعة، وهى مبدأ أساسى عندهم، وجزء من الدين يكتمونه عن الناس، فهى نظام سرى يسيرون على تعاليمه، فيدعون فى الخفاء لإمامهم المختفى ويظهرون الطاعة لمن بيده الأمر، فإذا قَويت شوكتهم أعلنوها ثورة مسلحة فى وجه الدولة القائمة الظالمة.
هذه هى أهم تعاليم الإمامية الإثنى عشرية، وهم يستدلون على كل ما يقولون ويعتقدون بأدلة كثيرة، غير أنها لا تُسلَّم لهم، ولا تُثبت مدعاهم. ونحن نمسك عنها وعن ردها خوف الإطالة، وسيمر بك - إن شاء الله تعالى - شىء من ذلك.
* * *


الصفحة التالية
Icon