ولكن هذا العمل لم يشمل باطراد عامة السور، فبعضها ختم ببيان الزمان، وبعض آخر اشتمل على بيان الزمان والمكان معاً، بل جاء في ختم بعضها تفصيل ظروف خاصة كانت تحيط بحياة المؤلف وأن الذي جاء مضبوطاً من ذلك ليمتد من سنة ٥٩٥هـ إلى سنة ٦٠١هـ فهو لم يؤرخ ختام سورة الفاتحة ولا ختام سورة البقرة، وإلى ما أرخ ختام سورة آل عمران إذ جاء في آخر الكلام عليها ما نصه: "تم تفسير هذه السورة بفضل الله وإحسانه يوم الخميس أول ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمسمائة" ومضى في سور عشر بعدها سائراً على هذه السنة، فقال في آخر الكلام على سورة النساء: "قال المصنف: فرغت من تفسير السورة يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة" ثم تخلفت العادة في آخر سورة الأنعام وآخر سورة الأعراف، وعادت في آخر سورة الأنفال باحتفال أكبر إذ جاء في ختامها: "تم تفسير هذه السورة ولله الحمد والشكر كما هو أهله ومستحقه يوم الأحد في رمضان سنة إحدى وستمائة في قرية يقال لها " بغدان " ونسأل الله الخلاص من الأهوال وشدة الزمان وكيد أهل البغي والخذلان إنه الملك الديان وصلاته وسلامه على حبيب الرحمان محمد المصطفى صاحب المعجزات والبرهان"، واستمرت هذه العادة متتابعة غير منقطعة في السور التي جاءت بعد، ففي آخر سورة التوبة: "تم تفسير هذه السورة ولله الحمد والشكر وفرغ المؤلف رحمه الله من تفسيرها يوم الجمعة الرابع عشر من رمضان سنة إحدى وستمائة والحمد لله وحده والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين".


الصفحة التالية