زيادة على ما اشتمل عليه: من طرائق في البحث والبيان، إلى مذاهب عرفت بنسبتها إلى الرازي، وبسطت في كتبه الحكمية والكلامية والأصولية، ومن ولع بتتبع تفاسير ومناقشتها من آثار العصابة التي لم يزل الرازي يتتبع مقالاتها ويهتم بمناقشة مذاهبها: وتلك هي تفاسير المعتزلة التي وضعت من تفسيرنا المبحوث فيه موضع الاعتناء بالنقل والتتبع والتمحيص: مثل تفسير الزجاج، وتفسير الزمخشري، وتفسير القاضي عبد الجبار، وتفسير القاضي أبي مسلم الأصفهاني.
وزيادة على ما اشتمل عليه من أقوال وتنويه برجال عرف الإمام الرازي بما تقتضيه نسبته منهم من اعتماد عليهم وتنويه بهم، وبخاصة إمام الحرمين والغزالي من المتكلمين، وأبي علي بن سيناء من الحكماء.
ولقد ناقش مرة الغزالي في نزع نزعه غريب عن طريقته، فصوب القول في ذاته، واستبعد حمل الآية عليه في قوله تعالى:
﴿ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ﴾ (الأنعام : ٧٦)
من سورة الأنعام وابتدأ حكاية القول مداعباً حجة الإسلام بقوله: "تفلسف الغزالي في بعض كتبه وحمل الكوكب على النفس الناطقة الحيوانية". وكان يعرض بأن الغزالي وقع في منهج الحكماء الذي عابه عليهم، وما أشبه ذلك بمداعبات القاضي أبي بكر بن العربي لأستاذه وحبيبه الإمام الغزالي في ما سلك فيه مسالك لا تتفق مع المبادئ التي دعا إليها وشنع على المخالفين فيها.
وإن وراء هذه الشواهد كلها لقوادح بعثت ولم تزل تبعث كثيراً من العلماء على الإمساك دون الجزم بأن التفسير بأكمله من تحرير الإمام الرازي، والوقوف من هذه القضية موقف الاختيار.
وإن تلك القواح لتتلخص في نظرنا في ما اشتمل عليه الكتاب في مواضع، من إسناد الكلام إلى الإمام الرازي إسناد ناقل عنه.
فقد تكرر أن ورد في التفسير "قال الإمام" أو "قال المصنف".