أصله من شيراز، في جنوبي إيران، وبها كانت نشأته العلمية الأولى، وبها تخرج في الفقه والأصول والأدب والمنطق والحكمة، على الأسلوب الأعجمي الذي يجمع بين العلوم المختلفة بالترقي في درجاتها المتقابلة، وتحقيق بعضها ببعض تحقيقاً يهدف إلى تكوين الملكة العامة، المتصرفة بالتحصيل، والتحليل والاستنتاج والبحث في العلوم، على نسبة واحدة، وتحرير قوالبها التعبيرية، على منهج متحد، وأسلوب مطرد.
فدرج البيضاوي وراء الغزالي، والإمام الرازي، والأرموي، وأخرج على طريقتهم، وفي ظل ما سبق من تآليفهم، تآليفه المشهورة السائرة وهي: " الغاية القصوى في دراية الفتوى " مختصر معتمد في فروع الفقه الشافعي، اعتنى به فقهاء الشافعية، وكثرت شروحهم عليه.
وكتاب " طوالع الأنوار " في علم الكلام وهو مشهور شهرة ذائعة، وكتاب " الصباح " في الكلام أيضاً مشهور مشروح، وكتاب " المنهاج " في أصول الفقه، واسمه: " منهاج الوصول إلى علم الأصول " وهو عظيم الشهرة، واسع الرواج، كتب عليه كثيراً من عصر تأليفه إلى القرن الحاضر، ولم يزل عمدة الدراسة في أصول الفقه منذ القرن الثامن إلى اليوم. وشرح البيضاوي كتاب " مصابيح السنة " شرحاً ذكره السبكي في طبقات الشافعية.