ولم يتول الشيخ ابن عرفة بنفسه كتابة هذا التفسير المتضمن خلاصة دروسه القيمة، ولكن طلبته من الأجيال المتعاقبة هم الذين اضطلعوا بذلك فقيدوا أمالي شيخهم وفوائده حتى خرجت تفسيراً ينسب إليه وإن لم يكن من تحرير قلمه فلذلك يسند إليه الكلام بطريق النقل ويرمز إلى اسمه بحرف العين، وأشهر الذين عرفوا بتدوين هذا التفسير هم ثلاثة من أكابر أصحابه تونسي وجزائري ومغربي. أما التونسي فهو أكبر أصحاب ابن عرفة وأخصهم به وهو الشيخ محمد الأبي، وأما الجزائري فهو الشيخ أحمد البسيلي، وأما المغربي فهو الشيخ أبو القاسم السلاوي. وتوجد في الخزائن المغربية والشرقية نسخ من تفسير ابن عرفة يختلف المدرجون لها في الفهارس في نسبتها إلى مؤلفيها من الثلاثة الأبي والبسيلي والسلاوي. وقد أفاد الشيخ أحمد بابا في ذيل الديباج أن أوفى تلك التقييدات إنما هو تقييد البسيلي، وأنه قد خرج من تونس إلى السودان في قصة، ومن السودان انتشرت نسخه، كما أفاد أن ما كتبه البسيلي ذو صورتين وافية ومختصرة وأن ما كتبه السلاوي كذلك.