"الْقَمَر" وَبَاقِي السَّبْعَة بِالنّصب١، فالرفع على اعْتِبَار "والشمسُ تجْرِي" وَالنّصب على اعبتار "تجْرِي" ٢.

١ - انْظُر الْكَشْف عَن وُجُوه الْقرَاءَات السَّبع (٢/٢١٦).
٢ - انْظُر الْمَقَاصِد الشافية فِي شرح الْخُلَاصَة الكافية (١/١٠٤). وَمن أشكل عَلَيْهِ شيءٌ من كَلَام أبي إِسْحَاق فَلْينْظر الدّرّ المصون (٩/٢٧٠) و (١٠/١٥٤).

المبحث الثَّامِن: مَعَ الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي فِي تَفْسِير آيَات العقيدة
العقيدة السليمة المستقيمة على منهاج الْكتاب وَالسّنة وَسلف الْأمة هِيَ أهم شَرط يَنْبَغِي أَن يُوجد فِيمَن أَرَادَ تَفْسِير كتاب الله تَعَالَى١.
والمفسرون الْمُحَقِّقُونَ لهَذَا الشَّرْط هم كثير فِي السّلف، قَلِيل فِي الْخلف.
والمصنفات التفسيرية الَّتِي نهج أَصْحَابهَا الْمنْهَج القويم تخْتَلف فِي الاهتمام بالناحية العقدية، فَمِنْهَا المكثر، وَمِنْهَا الْمقل، مَعَ عدم خلوها - جمعا وإفرادًا - من هَذَا الْمَقْصد الْأَعْظَم عِنْد تَفْسِير كتاب الله تَعَالَى.
وَالْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشاطبي قد اهتم بالناحية العقدية من خلال الْآيَات الَّتِي رَأَيْته فَسرهَا، فَهُوَ يبين - رَحمَه الله تَعَالَى - مَقْصُود الْآيَة على الْمنْهَج الصَّحِيح٢، وَيرد على من خَالف ذَلِك من الْفرق الضَّالة، ويستدل بالأحاديث والْآثَار وأقوال السّلف كثيرا فِي هَذِه النَّاحِيَة.
وتلمح اهتمامه بِهَذَا الْمَوْضُوع من خلال أَكثر مؤلفاته؛ إِلَّا أَن كِتَابه الْعَظِيم "الِاعْتِصَام" قد تميز فِي هَذِه النَّاحِيَة.
وَإِلَيْك بعض الْأَمْثِلَة على هَذَا المبحث:
٣ - انْظُر الإتقان (٢/٤٩٨).
٤ - إِلَّا مَوَاطِن مِمَّا يتَعَلَّق بِالصِّفَاتِ، وَانْظُر مَا تقدم فِي تَرْجَمته (مذْهبه).


الصفحة التالية
Icon