قَالَ: "شرح جليل علىالخلاصة فِي النَّحْو"١، فظنهما الدكتور أَبُو الأجفان كتابين، وَإِنَّمَا هما كتاب وَاحِد.
وَيدل على هَذَا أَن أحدا من الْمُتَقَدِّمين لم يذكر الْكِتَابَيْنِ مَعًا٢.
ثمَّ اطَّلَعت بعد كِتَابَة هَذِه الأسطر على مُقَدّمَة الدكتور عياد للمقاصد الشافية فَوَجَدته قد سبقني إِلَى هَذَا التَّنْبِيه٣.

١ - انْظُر نيل الابتهاج، ص (٤٨).
٢ - وَذكر الزركلي فِي الْأَعْلَام (١/٧٥) أَن فِي خزانَة الرِّبَاط مخطوطة منسوبة إِلَيْهِ بعنوان ((الجمان فِي مُخْتَصر أَخْبَار الزَّمَان)) وَلم أوردهَا فِي الأَصْل؛ لِأَن الزركلي لم يقطع بنسبتها إِلَيْهِ، وَلم يذكرهَا أحد من الْمُتَقَدِّمين.
وَذكر عبد الْوَهَّاب بن مَنْصُور أَن لَهُ رِسَالَة فِي الْأَدَب. انْظُر أَعْلَام الْمغرب الْعَرَبِيّ (١/١٣٣) وَلم يذكر عنوانها وَلم ينْسب مرجعه فِي ذَلِك فَأَعْرَضت عَن ذكرهَا فِي الأَصْل.
٣ - انْظُر: الْمَقَاصِد الشافية (١/و، ي).

٩ - مكانة الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي فِي عُلُوم الْقُرْآن الْكَرِيم وَتَفْسِيره: الإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشاطبي برزت مواهبه فِي أَكثر من جَانب من جَوَانِب الْبَحْث العلمي، فَهُوَ فَقِيه، وأصولي، وعالم بمقالات الإسلاميين، ونحوي بارع، وَمَا من فنّ من هَذِه الْفُنُون، إِلَّا وَله فِيهِ مؤلف يشْهد بإمامته، عَلَيْهِ رَحْمَة الله تَعَالَى.
وَالْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشاطبي لَيْسَ باحثا تقليديا يُعِيد مَا سبق إِلَيْهِ الْأَوَائِل، بل هُوَ باحث مُجَدد ابتكر وأضاف١.
إِلَّا أَن كتابات هَذَا الإِمَام لم يكن شَيْء مِنْهَا فِي عُلُوم الْقُرْآن، أَو فِي تَفْسِيره، فِي حدّ علمي، وأعني أَنه لم يخص ذَلِك بمؤلف خَاص.
وَإِنَّمَا تعرض لجَانب التَّفْسِير وعلوم الْقُرْآن من خلال مؤلفاته فجَاء فِي هَذَا
١ - انْظُر (المجددون) فِي الْإِسْلَام للصعيدي، ص (٣٠٧ - ٣١٢).


الصفحة التالية
Icon