وقد جاء العلماء السابقون في هذا العلم بالكثير، سواء في كتب التفسير، أو علوم القرآن، وما تفرع منه من كتب الإعجاز القرآني، ومصنفات التناسب، وكان منهم من بنى تفسيره على علم المناسبة كالبقاعي، وفي العصر الحديث لقي هذا الموضوع اهتماما وعناية كبيرين من المفسرين والباحثين الذين أفادوا من علم القدماء وعلوم العصر، وأضافوا إليه.
ومع كل ذلك فإن النظرة الجزئية قد سيطرت على أغلب التفاسير وكتب علوم القرآن، حيث ركزت على طلب المناسبات بين الآية والتي قبلها والتي بعدها، ولم تتعمق في طلب الخيوط التي تربط بين أجزاء السورة، أو الروابط بين السور من بداية المصحف حتى نهايته، والتي تبرز وحدته العضوية.
ولما كان القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، فقد رغب الباحث أن يكون له سهم في هذا الخير، فيلتقط عدداً من درر السابقين ويضيف عليها بعضاً مما عسى أن يفتح الله تعالى عليه، ويعيد نظمها في عقد جديد، وقد وقع الاختيار على سورة البقرة لتكون موضوع الدراسة، علماً بأن اختيارها في البداية لم يكن إلا لأن الباحث، وقتها كان يدرّس تفسيرها في بعض المساجد، وقد تجمع لديه الكثير من المناسبة بشأنها، حيث قرر القيام بالبحث، لمساق البحث العلمي وتحقيق المخطوطات، في الفصل الأول من العام الجامعي٢٠٠٣/٢٠٠٤م.
سبب اختيار البحث:
لقد جاء اختياري لموضوع التناسب في سورة البقرة للأسباب الآتية:
أهمية الدراسات القرآنية عموماً، كونها أساس الدراسات العربية والإسلامية القديمة والمعاصرة.
أهمية علم التناسب فهو اللحمة القرآنية التي ربما تخفى على كثير من العلماء.
تتبع دراسة هذه الظاهرة عند العلماء.


الصفحة التالية
Icon