أن علم المناسبة علم إبداعي يمكن للباحث المتعمق فيه أن يتوصل إلى نتائج جديدة ومعطيات لم يسبق إليها، ومن ثم عدم التوقف عند ما كتبه السابقون في التناسب، ومن ذلك الإضافات الجديدة في علاقة اسم السورة بموضوعها، والتناسب بين قصص السورة، وعلاقة سورة البقرة بسورة الفلق، والتناسب بين السورة وموقعها في المصحف، والتناسب بين سورة البقرة وبقية السور الكريمة المفتتحة ب( ألم)، وغير ذلك.
أن سورة البقرة هي أطول سور القرآن وأكثرها تنوعا في الأحكام والقصص والأفكار، فإذا تأكدت فيها الوحدة الموضوعية، والتناسب بين أجزائها، وارتباط مطلعها بختامها، وغير ذلك من وجوه التناسب والارتباط؛ فإن تدبر التناسب في غيرها يغدو أيسر وأهون.
أن الكلام عن التناسب في سورة البقرة، قد جاء غالباً، مفرقاً في ثنايا كتب التفسير بحيث يحتاج إلى جمع وإبراز وإعادة تبويب، أو جاء بشكل موجز مختصر في سياق الحديث عن التناسب في القرآن الكريم جميعه بحيث يحتاج إلى دراسة تطبيقية على كل سورة منفردة، وهو هدف هذه الدراسة.
أن الباحث قد كتب في هذا الموضوع نفسه ضمن مساق " البحث العلمي وتحقيق المخطوطات"، بداية التحاقه ببرنامج الدراسات العليا بالجامعة، ثم عرض ما كتبه على عدد من العلماء والأساتذة الكرام، في الجامعة وخارجها، فلقي منهم كل تشجيع ودعم.
مشكلات البحث وأسئلته:
كان موضوع التناسب محل خلاف بين علماء التفسير ما بين مؤيد ومعارض، ومثله موضوع الوحدة الموضوعية في السور القرآنية، حتى عند الذين يقولون بوجود التناسب بين الآيات، وكذلك لم تتفق كلمتهم على القول بالتناسب بين اسم السورة وموضوعها، ولا بالتناسب بين السور القرآنية وصولاً إلى الوحدة العضوية في القرآن جميعه.
ولذلك فإن هذه الرسالة تهدف إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة، أهمها:
هل هناك تناسب بين مطلع السورة وخاتمتها؟ وهل ثم تناسب بين قصص السورة؟