سورة الأنعام: قال الدكتور محمد البهي(١): "... فجاءت سورة الأنعام - وحملت السورة اسم الأنعام باعتبار أن الأنعام تمثل الجانب الرئيسي في الثروة القومية للمجتمع القبلي في شبه الجزيرة العربية ـ تنكر على الكهان تدخلهم في الأموال الخاصة.. وتنفي نسبة ما يقولون من حلال وحرام، إلى الله.. وتؤكد افتراءهم واختلاقهم على الله، فيما كانوا يوجهون به أتباعهم في شؤون الأموال. كما جاءت لتضع دستوراً عاماً للحلال والحرام، ومقياساً لا يختلف لتقييم أعمال الناس، يستطيع كل إنسان أن يعرف قيمة عمله منه، دون الرجوع إلى وسيط بينه وبين الله.
" فسورة الأنعام هي سورة الأموال الخاصة وموقف الإسلام منها. هي السورة التي تنكر المصادرة والتدخل في شأن الأموال من أية سلطة: دينية، أو سياسية، إلا طبقاً للدستور العام الذي سجلته هي فيها"(٢).
وكما هو ظاهر؛ فقد استرشد الدكتور محمد البهي، وهو يربط بين اسم السورة وموضوعها الرئيس، من السياقات التي ورد فيها الحديث عن الأنعام في السورة، وهذا الربط الذي قام به الدكتور البهي- على وجاهته- فإنه متأثر بالفترة التي كتب فيها، والتي تميزت بالمد الاشتراكي وقيام الدولة بحملات التأميم.
سورة الكهف: بعد الاقتباسات السابقة، بالإمكان تطبيق ذات المنهج في التوصل إلى المحور الرئيس لسورة الكهف، انطلاقاً من اسمها، ومطلعها وخاتمتها، واستئناساً بما ورد في السنة بشأنها.

(١) …محمد البهي( ١٩٠٥-١٩٨٣)، عالم مصري، تولى إدارة جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف، له عشرات المصنفات، خصص عدداً منها لتفسير مجموعة من السور القرآنية،[ تتمة الأعلام، ٢/١٣٣-١٣٤].
(٢) …البهي، محمد، تفسير سورة الأنعام، ( ص٧)، دار الفكر، بيروت، ط١، ١٣٩٤هـ- ١٩٧٤م.


الصفحة التالية
Icon