الأنبياء والحج: ذكر أبو جعفر بن الزبير أنه:" لما افتتحت سورة الأنبياء بقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ ژ [الآية: ١] وكان وارداً في معرض التهديد، وتكرر في مواضع... وقد ختمت بمثل ما به ابتدئت، اتصل بذلك ما يناسبه من الإعلام بهول الساعة وعظيم أمرها"(١).
التفصيل والإجمال:
حيث يذكر الأمر مجملاً في سورة فتأتي التي بعدها فتفصله، ومن أمثلته:
مناسبة مجيء سورة النور بعد المؤمنون: " وجه اتصالها بسورة قد أفلح: أنه لما قال: ژ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ژ [ المؤمنون]، ذكر في هذه أحكام من لم يحفظ فرجه، من الزانية والزاني، وما اتصل بذلك من شأن القذف، وقصة الإفك، والأمر بغض البصر، وأمر فيها بالنكاح لحفظ الفروج، وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف وحفظ فرجه، ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا"(٢).
بين مريم وطه: قال السيوطي:" لما ذكر في سورة مريم قصص عدة من الأنبياء، وهم زكريا ويحيى وعيسى، الثلاثة مبسوطة، وإبراهيم، وهي بين البسط والإيجاز، وموسى وهي موجزة بجملة؛ أشار إلى بقية النبيين في الآية الأخيرة(٣) إجمالاً. وذكر في هذه السورة شرح قصة موسى، التي أجملها هناك، فاستوعبها غاية الاستيعاب وبسطها أبلغ بسط، ثم أشار إلى تفصيل قصة آدم الذي وقع مجرد اسمه هناك، ثم أورد في سورة الأنبياء بقية من لم يذكر في مريم"(٤).
ويضاف إلى ذلك، أنه لما لفتت سورة مريم، إلى أهمية هارون في مؤازرة موسى عليهما السلام، ومن قبل بنسبة مريم إليه: ژ ؟ ؟ ژ [ مريم: ٢٨]؛ فإن سورة طه قد ذكرت دعاء موسى بطلب هارون وزيراً وكثر ذكره فيها، بل قدمه السحرة عندما - خروا سجدا- في الذكر.
(٢) السيوطي، تناسق الدرر، (ص١٠٤).…
(٣) يشير إلى قوله تعالى( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل...)، [ مريم: ٥٨].…
(٤) السيوطي، السابق، (ص١٠٢).…