وأما الرحمة في سورة مريم، فهي رحمة أصفياء الله المذكورين، بمن يعينهم على الدعوة في مثل قوله سبحانه: ژ ؟ ؟ ؟ پ پ پ ژ، وقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، وقوله جل شأنه: ژ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ.
المناسبة بين أسماء السور:
ضرب السيوطي لذلك أمثلة؛ فقال في المناسبة بين سورتي القمر والنجم:" لا يخفى ما في توالي هاتين السورتين من حسن التناسق في التسمية؛ لما بين النجم والقمر من الملابسة، ونظيره توالي الشمس والليل والضحى"(١).
وقد لاحظ الباحث وجود تناسب بين أسماء بعض السور المتجاورة، وهو إذ يذكرها فلأجل أن يلفت الأنظار إلى ما قد يكون باباً مهماً من أبواب التناسب، حيث المعتاد في أوجه المناسبة أن يكون بعضها ظاهراً بيّناً، والبعض الآخر يكتنفه بعض الغموض، والبعض الثالث يحتاج إلى طول تفكر؛ وليس من المقبول رفضه لعدم جلائه أو اكتشافه.
ومن الأمثلة عليه السور الثلاث: المؤمنون والنور والفرقان، فالمؤمنون بإيمانهم اتبعوا النور الذي جاء به النبي - ﷺ - أو انتقلوا وخرجوا بالإيمان من الظلمات إلى النور، وحيث تمسكوا بالنور فقد تحصل لديهم الفرقان، ( الفرقان هو القرآن) الذي يفرق بين الحق والباطل، وشأن النور أن يساعد في تمييز الأشياء والتفريق بينها.
وكذلك سورتا آل عمران والنساء؛ فقد ركزت آل عمران على امرأة عمران ومريم عليهما السلام، ودعت سورة النساء إلى رعاية النساء بعدما أشادت آل عمران بمَثَلين كريمين منهن، إذ إن النظرة السلبية للمرأة باعتبارها أصل الشرور، قد تؤدي إلى اليأس من إصلاحها بل والاعتداء على حقوقها.