وأما عن العلاقة بين اسمي البقرة وآل عمران؛ فإن الأولى تحدثت عن جنس ما عبده بنو إسرائيل من البقر، والثانية تحدثت عما عبده النصارى؛ وهما عيسى ومريم من آل عمران، والبقرة مهمة وأساسية لحياة الإنسان المادية، وتحدثت الثانية عن أمر رئيس آخر، لكن لحياة الإنسان الروحية وهم حَمَلة الدين من آل عمران.
المطلب الثاني
المناسبة بين السور ذوات المطالع المتشابهة
توقف العلماء عند السور التي لها ذات الفواتح لكشف المشترك فيها، والمعاني التي يمكن أن تستشف من ترتيبها في كتاب الله تعالى، ومن الأمثلة:
السور المفتتحة بالحمد: حيث ذكر ابن كثير(١) في مطلع تفسيره سورة الكهف، أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتمها؛ فإنه المحمود على كل حال، وله الحمد في الأولى والآخرة، ولذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه"(٢).
هناك خمس سور من القرآن الكريم افتتحت بالحمد، هي الفاتحة وأولها: ژ پ پ پ پ ؟ ژ، ثم الأنعام وفاتحتها: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، وبعدهما الكهف ومطلعها: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ژ، ثم تأتي سورة سبأ وبدايتها ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، والسورة الأخيرة هي فاطر، وقد استهلت بقوله تعالى: ژ ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ.
(٢) …ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، (٣/٧١)، دار المعرفة، بيروت، ١٣٨٨هـ - ١٩٦٩م.