" ثم تجيء بعد ذلك سورة فاطر وهي آخر السور الخمس، فتذكر استحقاق الله وحده الحمد، وتجمع في سبيله نوعي التربية: الجسمية والسماوية، ولكن على تفصيل لم يذكر في سورة الفاتحة؛ فتذكر السماوات والأرض، وتذكر رسل الوحي من الملائكة، وتذكر أن الله مصدر الرحمة بيده إمساكها وبيده إرسالها،... ثم تذكر الذين ينقادون لتربية الوحي، وترشد إلى أن ما أوحى به إلى محمد -- ﷺ -- هو الحق المصدق لما بين يديه، وأن الله يورث الكتاب من يصطفيهم من عباده، وهكذا تمزج التربيتين: الخَلقية والتشريعية في منهجها"(١)، وفاتحة سورة فاطر هي: ژ ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ.
السور المفتتحة بالتسبيح: قال الكرماني(٢): هذه الكلمة- التسبيح- استأثر الله بها، فبدأ بالمصدر منها في بني إسرائيل(الإسراء)؛ لأنه الأصل، ثم الماضي، في الحديد والحشر والصف؛ لأنه أسبق الزمانين، ثم بالمستقبل، في الجمعة والتغابن، ثم بالأمر في سورة الأعلى، استيعاباً لهذه الكلمة من جميع جهاتها"(٣)، وقال أبو جعفر بن الزبير:" وإنما تقدم الماضي لثباته رتبةً ووجوداً قبل المضارع، ثم أُتبع بما يقتضي الاستمرار، وكان ورود أكثرها على التعبير بالماضي؛ لأنه أوضح في استحكام الثبات وامتداده"(٤).
(٢) … محمود بن حمزة الكرماني،( ت ٥٠٥هـ)، النحوي المعروف بتاج القراء، له: شرح على البخاري، وشرح اللمع لابن جني، وخط المصاحف، ولباب التأويل المشهور باسم العجائب والغرائب.[ طبقات الأدنروي ص ١٤٩، الأعلام ٧/١٦٨].
(٣) …الكرماني، محمود بن حمزة، البرهان في توجيه متشابه القرآن( أسرار التكرار في القرآن، كما سماه المحقق)، (ص ٢٣٢)، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الفضيلة، القاهرة، د. ط، د. ت.
(٤) …ابن الزبير، ملاك التأويل، ( ٢/٨٩١).