فقصة الكهف التي سميت بها السورة كانت كأنها فصل أول في رواية، وتبعتها القصص الأخرى فصولاً تالية، أو هي ملخص وتفصيله ما بعده؛ لكأن السورة بدأت بما يشبه واقع المسلمين في مكة من المطاردة والاضطهاد، ثم أرادت تصبيرهم على ما هم فيه بطمأنتهم على أنفسهم وعلى دينهم، ولَفتهم إلى أن لله سبحانه حكمة عظيمة في كل أمر، وأن الأمور ليست على ظاهرها دائما، والمطلوب تسليم الأمر لله تعالى، فإن الله تعالى سيرعاهم ويحفظهم حتى يتم نوره، ويصير حالهم إلى حال ذي القرنين فيفتحوا المشارق والمغارب بالتوحيد، واسم ذي القرنين كما هو واضح، يوحي بمعاني القوة والغلبة.
وقد جاءت السورة وقصصها بشكل عام تدعوهم إلى الصبر وعدم الاستعجال، وتطمئنهم ژ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [ الكهف: ٢١ ]، كما تحقق الوعد لفتية الكهف، ثم جاءت قصة ذي القرنين "ذكراً"؛ ژ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الكهف]، أي تذكيراً لهم بدورهم الرسالي في نشر التوحيد وحماية الضعفاء، جهاداً في سبيل الله تعالى والمستضعفين، كيلا يكون كل همهم الخروج من الأزمة دون التفكير في المستقبل المطلوب، ومرة أخرى يأتي الحديث عن وعد الله، لكن على لسان ذي القرنين، مقترناً بالحديث عن الآخرة، فالمؤمن لا ينسى في كل أحواله أنه صائر إلى دار الجزاء، فيصبره ذلك أيام الشدة، ويضبطه أيام العز والنصر ويقيه الغرور والانحراف.