ويتحدث الأستاذ محمد أحمد الراشد عن وجود ظاهرة حيوية رصدها النبي - ﷺ - والفقهاء من بعده: أن الأمة الزراعية مستضعفة تستأسد عليها أمم الصناعة، وأن في تعاهد الزرع استرخاءً نفسياً معنوياً يضاد متطلبات الجهاد، فيترسب ذلك عبر الزمن وتعاقب الأجيال، حتى ينغلق أمر أمة الزراعة على الاستكانة وروح المسالمة والتنازل عن الحقوق، فتتحرك أمم الصناعة والتجارة، بما عندها من محركات نفسية، تدفع إلى الطموح والغلبة على الأسواق وضمان الغذاء من نتاج الأمم الزراعية، فتكون الحرب القصيرة الأجل، لانعدام التكافؤ، ويكون استخذاء الضعيف المزارع، كالذي كان من خبر الاستعمار(١).
(١) …الراشد، محمد أحمد، منهجية التربية الدعوية، ( ص ٣١٧)، دار المحراب، كندا، ط١، ١٤٢٢هـ - ٢٠٠٢م.