وإذا أمعنّّا النظر في أسماء عائلة البقرة ( العجل، والبقرة، والثور )، وجدنا صفة العَجَلة تميز هذا الحيوان صغيراً، وفي حركته رعونة وطيش، ثم إذا كبر ظلت معه هذه الصفة لكنها تصبح أخطر لما يرافقها من القوة، فالأنثى الكبيرة بقرة؛ لكونها تبقر، والذكر الكبير ثور لثورته وعنفه وقوته العاتية المؤذية(١).
ومن المتوقع أن يكون عابد البقر المقدس لها، مقلداً لها ومتماهياً معها، فهو سفاك للدماء بغير حق ولا حد، وهو في حركته أهوج أرعن، أسوته البقرة في بقرها البطون والثور في ثورانه وبطشه، فالفراعنة الذين كانوا يعبدون البقر كان من أبرز صفاتهم وجرائمهم تقتيل أولاد بني إسرائيل وذبحهم بكل همجية وقسوة قلب. وبنو إسرائيل، الذين ورثوا العقيدة والسلوك عن الفراعنة، وأشربوا في قلوبهم العجل، من أكثر الأمم سفكاً للدماء؛ ولذلك جاء تحذيرهم وتهديدهم: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ ژ [المائدة]، حتى لقد أخذ الله ميثاقهم بعدم القتل: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ[البقرة: ٨٤، ٨٥].
وعابد البقر سافك للدماء لسبب آخر، غير اقتدائه بإلهه؛ فإنه لمّا قدس الحيوان وامتنع عن ذبحه، لم يفرغ الطاقة الغضبية في محلها فاضطر إلى تفريغها في بني جنسه.