موضوع الآخرة: وقد لفت إليه البقاعي والشعراوي، وكلاهما استنبطه من قصة البقرة، وقد سار محور البعث مع السورة الكريمة من بدئها حتى الختام.
موضوع الخلافة: وقد صرح به سيد قطب، وابن عاشور الذي تحدث عما أسماه الجامعة الإسلامية والمدينة الفاضلة، وكذلك تحدث البقاعي في الاقتباس الثاني، والدكتور فضل عباس، والدكتور صلاح الخالدي؛ فأما البقاعي فقد جعلها الغاية التي تؤدي إليها الهداية وأخذها من الآية الختامية، وأما الدكتور عباس فقد جعلها نتيجة للقيام بالتكاليف الواردة في السورة، التي وصفها بسورة التكاليف، وهذا الوصف يدل عليه مطلع الآية الأخيرة في السورة ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [ البقرة: ٢٨٦].
والذي قاله العلماء في محاولاتهم للتعريف بمحور سورة البقرة، وإن بدا وكأنه متعدد، فإنه يصير أمراً واحداً؛ فكتاب التكليف هو الهدى وأبرز ما فيه التوحيد، الذي دلت عليه آية الكرسي وهي أعظم آية، وقصة البقرة دعت إلى التوحيد من خلال إخراج عبادة البقرة من القلوب، وقد قام الدليل على الكتاب لما عجز الناس عن الإتيان بمثله، وهذا الكتاب يهدي إلى القيام بتكليف الخلافة، هذه الخلافة التي قصّر فيها بنو إسرائيل، وقد أُشربوا في قلوبهم العجل، ومن ثم انتقلت إلى محمد - ﷺ -وأمته، ويقتضي التكليف المحاسبة والجزاء، وهما المتمثلان في البعث والآخرة، وبذا يظهر جلياً التناسب بين اسم سورة البقرة وموضوعها من أكثر من وجه.
…المطلب الخامس
مفردات تميز سورة البقرة
ربما كان حق هذا الموضوع أن يكون مبحثاً مستقلاً في هذا الفصل، ولكن قصر مادته من جهة، وغاية وجوده في الدراسة، من جهة ثانية، قد رجّحا جعله في مطلب تابع لهذا المبحث حول موضوع سورة البقرة وعلاقته باسمها.


الصفحة التالية
Icon