وإذا تتبعنا الألفاظ التي تفردت بها السورة الكريمة فسنجدها تصب في المصبّ ذاته؛ واعتماداً على كتاب معجم الفرائد القرآنية(١)، الذي جعله مؤلفه في الجذور اللغوية التي لم ترد سوى مرة واحدة في القرآن جميعه، ومقتضى وجود أي مفردة منها في سورة البقرة يعني بالضرورة عدم وجودها في أي موضع آخر من القرآن الكريم.
واللافت للنظر أن غالب المفردات الخاصة بسورة البقرة(٢) هي في سياق الحديث عن بني إسرائيل، وهي: ( بابل، بصلها، بقلها، عدسها، فاقع، فومها، قثائها، ماروت، ميكال، هاروت، شِية).
والقسم الثاني ما ورد من المفردات في آية الكرسي والآية التي تليها، وهي:( يؤوده، انفصام، سِنة).
والقسم الثالث يتعلق بالأحكام المطلوبة من المؤمنين، كالصوم والحج والعمرة، وعلى الأخص النفقة، ويقابلها الربا، وهي:( يتخبطه، رمضان، صلداً، فطل، تغمضوا، إلحافاً، المروة).
والقسم الأخير مثل ضرب للكفار، وهو كلمة: ( ينعق)، وبيان لخسران تجارة المنافقين( ربحت).
فلقد وردت إحدى عشرة مفردة في بني إسرائيل وحدهم من بين ثلاث وعشرين، ما يعني مركزية موضوعهم في السورة، وهو ما يتناسب مع قصة البقرة التي سميت السورة بها، بل إن كلمتين من المجموعة قد وردتا في قصة البقرة( فاقع، شية).
والمجموعة الثانية، وهي الأكثر عدداً، فقد وردت قصة استبدال بني إسرائيل الذي هو أدني بالذي خير، ولذلك دلالته على مستوى هذه الجماعة البشرية وعدم صلاحيتها للخلافة أو لأي من عظائم الأمور( بقلها، بصلها، عدسها، قثائها، فومها).
(٢) …البسومي، السابق، ( ص ١٣٣).