والناظر في كتب التفسير وعلوم القرآن، سيجد اهتماما بارزاً بالفواصل؛ وبالأخص من حيث مناسبة كل فاصلة للآية التي جاءت تختمها، مع تأكيدهم أن مناسبات الفواصل منها ما يكون ظاهراً، ومنها ما يُستخرج بالتأمل اللبيب، على حد تعبير الزركشي(١)، ومن الطبيعي أن تكون فواصل أي سورة متناسبة مع محورها الرئيس من حيث تعزيزه أو الدلالة عليه، علماً بأنه ليس من غرض هذه الدراسة الغرق في مناسبة كل فاصلة لسياقها، بل ستركز على بعض العموميات والخطوط العريضة في هذا الموضوع، بعد أن تعرض لعدد من الفواصل ذات المناسبات الظاهرة مع آياتها، وعدد آخر من الفواصل التي تحتاج شيئاً من التأمل والتدبر لاكتشاف أوجه تناسبها مع الآيات.
المطلب الأول: من الفواصل الظاهرة والخفية
سبقت الإشارة إلى قول الزركشي بأن المناسبة بين الفواصل والآيات، منها ما يكون ظاهراً ومنها ما يستخرج بالتأمل اللبيب، وغالب الفواصل من النوع الجلي الظاهر، والأقل منها هو الذي يحتاج شيئاً من التدبر والتفكر، سواء في ذلك سورة البقرة، موضوع دراستنا، أو سائر آيات القرآن الكريم.
فمن النوع الظاهر الآيات الكريمة: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پپ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ چ چ چ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ں ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ ے ے ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [البقرة].
والناظر في هذه الآيات لن يجد كبير مشقة في الربط بين كل آية وفاصلتها؛ كتأكيد أن نصر الله قريب بعدما مست البأساء والضراء المؤمنين وزلزلوا، حتى يقول الرسول والمؤمنون معه: متى نصر الله؟