وإذ قد طال الحديث عن الكفار وسوء فعالهم ورفضهم للبراهين الساطعة والحجج الدامغة، وعدم تأثرهم بالإنذارات، إلى الحد الذي يدعو إلى الاستنكار تأتي هذه الآية معجّبة من كفرهم بالله الذي أحياهم بعدما كانوا أمواتاً ثم يميتهم ثم يحييهم ثم إليه يرجعون : ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [ البقرة]، وهنا يأتي الإحياء بعد الموت موضوعاً متكرراً ومحوراً رئيساً على امتداد آيات السورة الكريمة(١) لتعزيز الإيمان بالآخرة وتحقيق التقوى، والآية التالية تستمر في تعريفهم بربهم الذي خلق لهم ما في الأرض جميعا، ليعبدوه وحده، وفي ذلك توطئة لقصة آدم عليه السلام من جهة التذكير بقصة الخلق الأول، ومن جهة كرامتهم عند الله تعالى، ومكانتهم في الأرض التي كل ما فيها مخلوق لهم.
وتأتي الفاصلة ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [ البقرة]، لتكون حلقة الوصل الأبرز مع قصة آدم - - ﷺ - -، حيث إن ظاهرة (العلم) هي التي شكلت عصب القصة بما تتضمنه من مواقف وأحداث وأبطال، تستمد حركتها جميعاً من (العلم) الذي يقف وراء ذلك، حيث إنها تأخذ مساحة خاصة من النص، بل وتشكل البطانة الفكرية التي يقوم عليها هيكل قصة المولد البشري، حتى لتتكرر مشتقات (علم) في قصة آدم ثماني مرات، فالعلم المطلق صفة الله تعالى، وهو علّم آدم، وحجب ذاك العلم عن الملائكة فلا علم لهم ولا لغيرهم إلا بما يعلمهم سبحانه، ولذلك اصطفاه للخلافة دونهم وأسجدهم له(٢).
(٢) …البستاني، مجمود، التفسير البنائي للقرآن، موقع الحوزة www.u-of-islam.net.