قال البقاعي:" وسر ترتيب سورة السنام على هذا النظام؛ أنه لما افتتحها سبحانه وتعالى بتصنيف الناس، الذين هم للدين كالقوائم الحاملة لذي السنام، فاستوى وقام ابتداء المقصود بذكر أقرب السنام إلى أفهام أهل القيام؛ فقال مخاطباً لجميع الأصناف التي قدمها: ژ ؟ ؟ ں ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ژ [البقرة] واستمر إلى أن بان الأمر غاية البيان فأخذ يذكر مننه سبحانه على الناس المأمورين بالعبادة بما أنعم عليهم من خلق جميع ما في الوجود لهم بما أكرم أباهم آدم عليه الصلاة والسلام، ثم خص العرب ومن تبعهم ببيان المنة عليهم في مجادلة بني إسرائيل وتبكيتهم، وهو سبحانه وتعالى يؤكد كل قليل أمر الربوبية والتوحيد بالعبادة من غير ذكر شيء من الأحكام، إلا ما انسلخ منه بنو إسرائيل، فذكره على وجه الامتنان به على العرب وتبكيت بني إسرائيل بتركه لا على أنه مقصود بالذات، فلما تزكّوا فترقّوا فتأهلوا لأنواع المعارف، قال معلياً لهم من مصاعد الربوبية إلى معارج الإلهية ژ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [ البقرة: ١٦٣]، فلما تسنموا هذا الشرف لقنهم العبادات المزكية ونقاهم أرواحها المصفية، فذكر أمهات الأعمال أصولاً وفروعاً: الدعائم الخمس والحظيرة، وما تبع ذلك من الحدود في المآكل والمشارب والمناكح، وغير ذلك من المصالح فتهيأوا بها وأنها المواردات الغر من ذي الجلال؛ فقال مرقياً لهم إلى غيب حضرته الشماء، ذاكراً مسمى جميع الأسماء: ژ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ژ [ البقرة: ٢٥٥]، ولما كان الواصل إلى أعلى مقام الحرية لا بد عند القوم من رجوعه إلى ربقة العبودية؛ ذكر لهم بعض الأعمال اللائقة بهم؛ فحث على أشياء أكثرها من وادي الإحسان الذي هو مقام أولي العرفان، فذكر مَثَل النفقة، التي هي أحد مباني السورة، عقب ما ذكر مقام الطمأنينة؛ إيذاناً بأن ذلك شأن المطمئن، ورغب فيه إشارة إلى أنه لا مطمع في الوصول إلا بالانسلاخ من الدنيا كلها، وأكثر من الحث على طيب المطعم الذي لا


الصفحة التالية
Icon