بقاء بحال من الأحوال بدونه، ونهى عن الربا أشد نهي؛ إشارة إلى التقنع بأقل الكفاف، ونهياً عن مطلق الزيادة للخواص وعن كل حرام للعوام، وأرشد إلى آداب الدين الموجب للثقة بما عند الله، المقتضي بصدق التوكل، المثمر للعون من الله سبحانه وتعالى والإرشاد إلى ذلك، توفي النبي- ﷺ - وهو متلبس به، وبنى سبحانه وتعالى كل ثلث من الأثلاث على مقدمة في تثبيت أمره، وتوجه بخاتمة في التحذير من التهاون به، وزاد الثالث لكونه الختام وبه بركة التمام، أن أكد عليهم بعد خاتمته في الإيمان بجميع ما في السورة، وختم بالإشارة إلى أن عمدة ذلك الجهاد الذي لذوي الغي والعناد، والاعتماد فيه على مالك الملك وملك العباد، وذلك هو طريق أهل الرشاد، والهداية والسداد، والله سبحانه هو الموفق للصواب"(١).
(١) …البقاعي، نظم الدرر، (١/٥٦٣-٥٦٤).