ولقد جاء التنويه النبوي بشأن الفاتحة وخواتيم سورة البقرة معاً، وفي وقت واحد، وبأسلوب واحد(١)، حيث جرى وصفهما بالنورين، وبُشّر قارئهما بأن يستجاب له كل حرف يقرؤه، وذلك فيما روى ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال:( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)(٢).
تفصيل العبادة والاستعانة: لئن ورد في الفاتحة: ژ ؟ ؟ ژ؛ فقد دعا الناس في سورة البقرة إلى عبادته وحده: ژ ؟ ؟ ں ں ژ [ ٢١]، ونفى الريب عما أنزل على عبده في قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، ليحثهم على اتباع الوحي عبادة لله، خلف عبده المكرّم، لأنه أول العابدين. فما كان، عليه الصلاة والسلام، وحاشاه، ليأمرهم بأمر ثم يخالفهم إلى غيره. ثم أكد هذا المعنى في آخر البقرة، بقوله: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [البقرة: ٢٨٥]، قبل الحديث عن إيمان المؤمنين، ثم هو وهم، جميعاً، يقولون: ژ ے ے؟ ژ [البقرة: ٢٨٥].
وكذلك فقد تضمنت سورة البقرة تفصيل العبادات سواء منها ما تعلق بأركان الإسلام والعمرة وأحكام الطهارة والمعاملات المالية والجهاد والطلاق وغيرها.
وقد ورد في السورة عدد من الأدعية على ألسنة الذين أنعم الله عليهم، والدعاء هو العبادة، وهو طلب للعون، فضلاً عن قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ.
(٢) صحيح مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم (٨٠٦).