وقد لخص الأستاذ سعيد حوى نظريته في الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، بعد فراغه من تفسير سورة الناس، تحت عنوان: (كلمة أخيرة في السياق القرآني العام) بقوله:" رأينا أن سورة الفاتحة ذكرت كل المعاني القرآنية بإجمال، وجاءت سورة البقرة لتفصل في الطريقين: طريق المنعم عليهم، وطريق المغضوب عليهم والضالين، وجاءت الآيات التسعة والثلاثون من سورة البقرة للتحدث عن المعاني الرئيسية في الهدى والضلال.
ثم جاءت بقية السورة لتخدم معنى من المعاني الآتية في هذه التسعة والثلاثين آية، ثم جاءت بعد ذلك أربع وعشرون مجموعة قرآنية، كل مجموعة فصلت في معاني سورة البقرة على ترتيب ورود هذه المعاني في سورة البقرة بشكل رأينا حكمه وتفصيلاته فيما مر معنا، ورأينا أن في كل تفصيل جديداً وفي كل سورة جديدا.
لقد رأينا ابتداء أن القرآن ينقسم إلى أربعة أقسام: قسم الطوال وقسم المئين وقسم المثاني وقسم المفصل، ورأينا أن كل قسم من هذه الأقسام يتكامل مع بعضه، وأن هذه الأقسام كلها تتكامل مع بعضها.
وقد رأينا أن القسم الأول يتألف من سورة البقرة ومجموعة واحدة - يقصد الطوال- تفصل في سورة البقرة من أولها إلى آخرها، ورأينا أن قسم المئين يتألف من ثلاث مجموعات، كل مجموعة تفصل في سورة البقرة من ابتدائها إلى مكان فيها، ثم جاء قسم المثاني وفيه خمس مجموعات، كل مجموعة تفصل في سورة البقرة من ابتدائها حتى آية منها على اختلاف في المدى الذي يبلغه التفصيل، ثم جاء قسم المفصل وفيه خمس عشرة مجموعة كل مجموعة تفصل في سورة البقرة من ابتدائها إلى مكان ما فيها، وهكذا نجد أن سورة البقرة قد فصلت أربعاً(١) وعشرين مرة تفصيلاً بعد تفصيل".(٢)
(٢) …حوى، الأساس في التفسير، ( ١١/٦٧٧٠- ٦٧٧١).