وقد بُدئت عدة آيات في السورة الكريمة باسم الجلالة ( الله)، أو الضمير الدال عليه سبحانه، كالآيات السابقة وغيرها أيضاً، في سياق الاستدلال والاحتجاج على اليوم الآخر، ما يعزز فكرة الارتباط الشديد بين ركني الإيمان بالله وباليوم الآخر(١)، وفي السياق ذاته مجيء عدد من الآيات المتتابعة في السورة تعرض بعض آيات الله تعالى الدالة عليه، وابتداؤها بقوله سبحانه: ( ومن آياته)، حيث إن الإيمان باليوم الآخر فرع الإيمان بالله، والتدليل على الله وأسمائه وصفاته تدليل على اليوم الآخر(٢)، وعلى هذا فلا يكون الخلل في التصورات عن اليوم الآخر إلا بسبب الخلل في معرفة الله عز وجل، وأعظم خلل في معرفة الله هو الشرك، لذلك كان هو العامل الأكبر في اختلال تصورات الإنسان عن اليوم الآخر، وكما جاء في مقدمة البقرة وصف المتقين بأنهم يقيمون الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون، فكذلك تضمنت سورة الروم الحديث عن هذين الركنين العظيمين(٣). دون أن ننسى أن ركني الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر اللذين ركزت عليهما سورة الروم هما رأس الإيمان بالغيب المذكور في مقدمة سورة البقرة(٤).
وحيث قد جاء في مقدمة الروم ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ وجاء فيما بعد ژ ھ ھ ھ ے ے ؟ ژ، ما يعني أن الكلام عن النصر محور رئيس من محاور السورة(٥)، وتأتي الآية الأخيرة في السورة تأمر النبي - ﷺ - أن يصبر انتظاراً لوعد الله بنصره للمؤمنين متزامناً مع غلبة الروم على الفرس(٦)، ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ.
(٢) …حوى، الأساس، ( ٨/٤٢٦٥ )، بتصرف.
(٣) …حوى، السابق، ( ٨/٤٢٦٩).
(٤) …حوى، السابق، ( ٨/ ٤٢٧٢-٤٢٧٣)، بتصرف.
(٥) …حوى، السابق،( ٨/ ٤٢٨٥)، بتصرف.
(٦) …حوى، السابق،( ٨/ ٤٢٩٧)، بتصرف.