فالسورة وبالذات مقدمتها تلاحق الريب والشك، ثم تبين حكمة إنزال القرآن، ثم تمضي السورة تحدثنا عن الله بما يزيدنا معرفة به، وفي ذلك تدليل على أنه لا بد من وحي؛ ومن ثم فلا يستغرب أن ينزل الله هذا القرآن، وفي السورة حديث عن علامة الإيمان الجازم، كما أوردتها آية السجدة، ثم موازنة بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين، وما أعد الله لكل منهما(١)، على غرار ما جاء في مقدمة البقرة.
المطلب الثالث
التناسب بين أول المجموعة وآخرها ( البقرة والسجدة)
يبدو أن ما اكتشفه العلماء من تناسب البدء والختام في الآية الواحدة، وكذا بين أول السورة وآخرها، وأيضاً المناسبة بين سور آخر المصحف مع السور الأولى، ينطبق أيضاً في مجموعة(الم).
والسطور الآتية محاولة للتحويم والمقاربة، تتابع المناسبات الظاهرة بين البقرة وهي السورة الأولى في مجموعة(الم)، والسجدة وهي السورة الأخيرة في المجموعة، ثم تستعرض امتدادات الموضوع في سائر سور المجموعة، مع تعريج في بعض الأحيان على سورتي الأعراف والرعد اللتين تضمنتا ذات الفاتحة بزيادة حرف آخر كل منهما، مع تركيز خاص على فواتح السور وخواتيمها وأسمائها، باعتبار أن ما تتضمنه له أهمية خاصة في المقصود من السور، والمحاور الرئيسة فيها.
لا ريب فيه: فقد جاء في مطلع البقرة أن الكتاب لا ريب فيه، ژ ؟ ؟ ؟ پپ پپ ؟ ؟ ؟ ژ، وتكرر على شكل التحدي ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، وفي مطلع السجدة ژ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ. إن الإيمان الجازم بربانية الكتاب وأنه الحق هو المقدمة الأولى للالتزام بهديه، ومن الطبيعي أن يجري التنويه به في المطلع والختام.

(١) …حوى، السابق،( ٨/ ٤٣٥١).


الصفحة التالية
Icon