ثم قال رحمه الله :"
الْخِلَافُ بَيْنَ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ قَلِيلٌ وَخِلَافُهُمْ فِي الْأَحْكَامِ أَكْثَرُ مِنْ خِلَافِهِمْ فِي التَّفْسِيرِ
هنا أثبت المؤلف أن السلف قد يكون بينهم خلاف في تفسير القرآن، لكن خلافهم في تفسير القرآن أقل من خلافهم في الأحكام
وَغَالِبُ مَا يَصِحُّ عَنْهُمْ مِنْ الْخِلَافِ يَرْجِعُ إلَى اخْتِلَافِ تَنَوُّعٍ لَا اخْتِلَافِ تَضَادٍّ
ما هو اختلاف التنوع ؟ وما هو اختلاف التضاد ؟
الجواب: اختلاف التضاد لا يمكن الجمع فيه بين القولين؛ لأن الضدين لا يجتمعان. واختلاف التنوع يمكن الجمع فيه بين القولين المختلفين؛ لأن كل واحد منهما ذكر نوعاً، والنوعان يشملهما جنس واحد.
واختلاف التنوع قسمان :" أَحَدُهُمَا " أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ الْمُرَادِ بِعِبَارَةِ غَيْرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى فِي الْمُسَمَّى غَيْرِ الْمَعْنَى الْآخَرِ مَعَ اتِّحَادِ الْمُسَمَّى، كَمَا قِيلَ فِي اسْمِ السَّيْفِ الصَّارِمُ وَالْمُهَنَّدُ.
فلو قال الأول في تفسير السيف هو المهند، وقال الثاني : وهو الحسام، والثالث: هو المهند فهذا من باب اختلاف التنوع.
ومثل الشيخ بأسماء الله الحسنى ؛ لأنها متغايرة ولكنها تدل على مسمىً واحد. واعلم –أيها المستمع الكريم- أنّ أسماء الله الحسنى مترادفة من حيث دلالتها على الذات، متباينة من حيث اختصاص كل اسم منها بالمعنى الخاص به.
مثلاً : الرحمن، والغفور. باعتبار دلالة الاسمين على ذات الله فهما مترادفان، وباعتبار دلالة هذين الاسمين على معناهما وأنهما تضمنا صفة الرحمة والمغفرة فهما متباينان.


الصفحة التالية
Icon