وكذلك أسماء الرسول - ﷺ - متعددة، فهي باعتبار دلالتها على الذات مترادفة، وباعتبار دلالة كل لفظ منها على معنى آخر متابينة. وكذلك القرآن يسمي القرآن، والفرقان، التنزيل وغير ذلك، فهذه الألفاظ باعتبار دلالتها على القرآن مترادفة، وباعتبار أن كل واحد منها له معني خاص متباينة.
إذاً هذا هو النوع الأول من نوعي اختلاف التنوع، أن يعبر المفسر بكلمة، ويعبر غيره بأخرى، والمعنى واحد. كما في الآية :﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾، فلو قال الأول : الكتاب القرآن، والثاني : الكتاب الفرقان، وقال الثالث : الكتاب الذكر فهذا اختلاف تنوع.
النوع الثاني من نوعي اختلاف التنوع : أَنْ يَذْكُرَ كل مفسر مِنْ الِاسْمِ الْعَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ.
مثلاً : قوله تعالى :﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ﴾.
فمنهم من يقول في معنى قوله تعالى :﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾ : المضيع للواجبات. فهذا على سبيل المثال، فلا تعارض بينه وبين من يقول : هو الواقع في المحرمات. فالذي يعاقر الخمر ظالم لنفسه، والذي يضيع الصلاة ظالم لنفسه، وإنما ذُكر القولان للتمثيل لا للحصر، فلا خلاف بينهما.
فإذا وجدت في كتب التفسير من يفسر هذه الاية :﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾ :
بآكل الربا، أو العاق لوالديه، أو الزاني | فهذا لا تعارض فيه لأنه تفسير بالمثال. |