معنى هذا الكلام إذا قال الصحابي (حصل كذا وكذا، فأنزل الله كذا)، فكل العلماء يدخلون في المسند، أي يجعلونه جارياً مجرى المرفوع إلى النبي - ﷺ -. أما قوله :(نزلت في كذا) فمنهم من يجعله من المرفوع، ومنهم من لم يرض ذلك. قال: وَإِذَا عُرِفَ هَذَا فَقَوْلُ أَحَدِهِمْ نَزَلَتْ فِي كَذَا لَا يُنَافِي قَوْلَ الْآخَرِ نَزَلَتْ فِي كَذَا إذَا كَانَ اللَّفْظُ يَتَنَاوَلُهُمَا كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي التَّفْسِيرِ بِالْمِثَالِ
فيقول صحابي نزلت في كذا ويقصد تفسيرها بمثال، ويقول غيره: نزلت في كذا ويذكر مثالاً آخر. فلا غرابة في ذلك.
قال : وَإِذَا ذَكَرَ أَحَدُهُمْ لَهَا سَبَبًا نَزَلَتْ لِأَجْلِهِ وَذَكَرَ الْآخَرُ سَبَبًا ؛ فَقَدْ يُمْكِنُ صِدْقُهُمَا بِأَنْ تَكُونَ نَزَلَتْ عَقِبَ تِلْكَ الْأَسْبَابِ أَوْ تَكُونَ نَزَلَتْ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً لِهَذَا السَّبَبِ وَمَرَّةً لِهَذَا السَّبَبِ.
عزى شيخ الإسلام رحمه الله الاختلاف في ذكر سبب النزول، بأن يقول الأول: سبب نزول هذه الآية كذا، ويذكر الثاني أمراً آخر.. هذا يرجع لواحد من أمرين..
الأول : أن تجتمع أسباب عديدة، فتنزلَ الآية، فيخبرَ كلٌّ بما يعلم.
الثاني : أن تنزل الآية مرات عديدة لحوادث مختلفة. ولعلي بسؤال انقدح الآن في أذهان بعض المستمعين الأكارم، ألا وهو: هل يمكن أن يتكرر نزول القرآن ؟
الجواب نعم يمكن. ما الدليل؟ إليكم الدليل..
نزول القرآن على سبعة أحرف، فإنه لم ينزل بها دَفعة واحدة، فَتَكرر نزوله. قال - ﷺ - :« نزل عليَّ جبريل بالقرآن فأقرأني إياه على حرف فاستزدته فزادني حرفاً». فهذا يدل على التَّكرار.