أو أن يكون اللفظ الذي جاء في الآية من قبيل المشترك اللفظي، وعند العلماء : لا مانع من أن يفسر اللفظ الذي هو من قبيل المشترك اللفظي بجميع معانيه بشرط أن لا يكون هناك تمانع أو تنافي بينهم، أو أن لا يقوم دليل على تحديد أحد هذه المعاني. وهذا موطن ينبغي أن يتفطن له المسلم، فهناك آيات وأحاديث تحتمل أكثر من معنى ولا تمانع بينها، فلا مانع من تفسير الأحاديث بهذه المعاني أو الآية بهذا المعنى وهذا المعنى، إلا إذا قام دليل يمنع، كأن يقوم دليل على تحديد أحد هذه المعاني في المشترك اللفظي، أو أن تقوم علة تمنع حمل المشترك اللفظي على جميع معانيه.
وقد نبَّه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إلى أن القول بجواز حمل المشترك اللفظي على جميع معانيه هو قول أكثر أهل العلم.
أو أن يكون اللفظ في الآية من قبيل المتواطئ اللفظي الذي يصدق على أفراد كثيرين فيكون هذا النوع من الصنف الثاني الذي فيه التفسير من باب ضرب المثال.
أكتفي بهذا القدر، سائلاً الله العلي القدير أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه، وأن لا يكون فيها شيء لغيره، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة (٦)الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن ترضى عنهم وسار على دربهم إلى يوم الدين، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة السادسة من شرح مقدمة أصول التفسير، أبدأ حديثي سائلاً الله تعالى أن يبارك لنا في القرآن الكريم، وأن ينفعنا به، وأن يجعله حجةً لنا لا حجةً علينا.
قال الشيخ رحمه الله :"