وَمَنْ قَالَ: ﴿ لَا رَيْبَ ﴾ : لَا شَكَّ، فَهَذَا تَقْرِيبٌ، وَإِلَّا فَالرَّيْبُ فِيهِ اضْطِرَابٌ وَحَرَكَةٌ، كَمَا قَالَ :«دَعْ مَا يَرِيبُك إلَى مَا لَا يَرِيبُك»،
فالريب ليس مجرد الشك، فهو شك في اضطراب وقلق، وعدم استقرار وهدوء. فمن فسّر ببعض هذا فقد فسّره بجزء معناه. قال:
وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ: "مَرَّ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فَقَالَ: «لَا يَرِيبُهُ أَحَدٌ»، فَكَمَا أَنَّ الْيَقِينَ ضُمِّنَ السُّكُونَ وَالطُّمَأْنِينَةَ فَالرَّيْبُ ضِدُّهُ ضُمِّنَ الِاضْطِرَابَ وَالْحَرَكَةَ. وَلَفْظُ "الشَّكِّ" وَإِنْ قِيل: إنَّهُ يَسْتَلْزِمُ هَذَا الْمَعْنَى; لَكِنَّ لَفْظَهُ لَا يَدُلُّ عَلَيْهِ.
وأما الظبي الحاقف : الذي ضُرب بسهم، لا يريبه: لا يحركه أحد.
أكتفي بهذا القدر إن شاء الله..
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً..
اللهم آتي نفوسنا تقواها، وزكها أ، ت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك وأنعم على خير عبادك وسيد أوليائك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة (٧)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن ترضى عنهم وسار على دربهم إلى يوم الدين، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة السابعة من شرح مقدمة أصول التفسير، أبدأ حديثي سائلاً الله تعالى أن يبارك لنا في القرآن الكريم، وأن ينفعنا به، وأن يجعله حجةً لنا لا حجةً علينا.
ما زال الحديث عن المترادف، وأنّ وجوده في القرآن عسير أو معدوم، وأنّ تفسير ألفاظ القرآن بألفاظ أخرى لا تعطي ذات المعنى، وإنما هو تقريب له.


الصفحة التالية
Icon