فهذه الآيات التي أوردها شيخ الإسلام تدل لما سبق من نعت القرآن الكريم، والخلاصة : أنه لا نجاة لنا إلا في اتباع كتاب ربنا، ولا سعادةَ لنا إلا بالقرآن، ومهما ابتغينا الهداية في غيره كان الضلال والمقت.
ثم قال رحمه الله :" وَقَدْ كَتَبْت هَذِهِ الْمُقَدِّمَةَ مُخْتَصَرَةً بِحَسَبِ تَيْسِيرِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ إمْلَاءِ الْفُؤَادِ، وَاَللَّهُ الْهَادِي إلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ."
وهذا مما يبين المكانة العلمية لشيخ الإسلام ابنِ تيمية رحمه الله رحمةً واسعةً. وهذا هو الفرق بيننا وبين علمائنا، العالم الحق علمه في صدره.. فليس بعلم ما حوى القمطر، إنما العلم ما حواه الصدرُ.
قال رحمه الله :
فَصْلٌ يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ لِأَصْحَابِهِ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ كَمَا بَيَّنَ لَهُمْ أَلْفَاظَهُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ ﴾ يَتَنَاوَلُ هَذَا وَهَذَا


الصفحة التالية
Icon