منها : ما رد به الفخر الرازي( ت ٦٠٦ هـ) حيث قال-:( قال النظام : إن الله تعالى ما أنزل القرآن ليؤيد به النبوة، بل هو كتاب مثل سائر الكتب المنزلة، لبيان الأحكام من الحلال والحرام، وإنما لم يعارضه العرب، لأن الله صرفهم عن ذلك وسلب دواعيهم عن الاعتراض، ويدل على فساد ذلك وجوه ثلاثة :-
الأول :- لو أن الله صرفهم عن المعارضة، وأعجزهم عنها، بعد أن كانوا قادرين عليها، لما استعظموا فصاحة القرآن، بل العكس هو الصحيح، وهو أنه يجب أن يكون تعجبهم من تعذرمعارضة القرآن، بعد أن كانوا قادرين على المعارضة، وهذا يبطل ما قاله النظام.
الثاني :- أن كلامهم قبل التحدي لم يكن مقاربا لفصاحة القرآن، ولو كان كذلك، لوجب أن يعارضوه بذلك، ولكن الفرق بين كلامهم بعد التحدي وكلامهم قبله، كالفرق بين كلامهم بعد التحدي وبين القرآن، مما يبطل هذه الدعوى.
الثالث :- ليس من المعقول أن ينسى العرب الفصحاء أساليبهم وصيغهم المعلومة في مدة يسيرة، لأن ذلك يدل على زوال العقل، ومعلوم أن العرب ما زالوا يحتفظون بعقولهم بعد التحدي، فبطل ما قاله النظام.) (١)
٢ - المفهوم الثاني للصرفة :- الذي عرف في البيئة الاعتزالية، هو مفهوم

(١) - الرازي : تسهيل نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز - ص ٢١


الصفحة التالية
Icon