٣- أفرد الإمام عبد القاهر الجرجاني( أبو بكر بن عبد الرحمن ت ٤٧١هـ ) فصلا كاملا في رسالته – الشافية – ( في الذي يلزم القائلين بالصرفة )، أبطل فيه مذهبهم، بردود كاقية شافية، منها :- ( أنه يلزم على ادعائهم هذا، أن يكون العرب قد تراجعت حالها في البلاغة والبيان، وفي جودة النظم وشرف اللفظ، وأن يكونوا قد نقصوا في قرائحهم وأذهانهم، وعدموا الكثير مما كانوا يستطيعون، وأن تكون أشعارهم التي قالوها، والخطب التي قاموا بها، - من بعد أن أوحي إلى النبي - ﷺ - وتحدوا إلى المعارضة - قاصرة عما سمع منهم من قبل ذلك القصور الشديد، وإذا كان الأمر كذلك، وأنهم منعوا منزلة من الفصاحة قد كانوا عليها، لزمهم أن يعرفوا ذلك من أنفسهم، ولو عرفوا لجاء عنهم ذكره، ولكانوا قد قالوا للنبي - ﷺ -: إنا كنا نستطيع هذا قبل الذي جئتنا به، ولكنك سحرتنا، واحتلت علينا في شيء حال بيننا وبينه، وكان أقل ما يجب عليهم في ذلك أن يتذاكروه فيما بينهم، ويشكوا البعض إلى البعض، ويقولوا : ما لنا نقصنا في قرائحنا.. ؟ وإذا كان ذلك لم يرد، ولم يذكر إن كان منهم قول في هذا المعنى، لا ما قل ولا ما كثر، فهذا دليل على أنه قول فاسد، ورأي ليس من آراء ذوي التحصيل.